أكد الفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قبل إشرافه، أمس، على تخرج ثلاث دفعات بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة «هواري بومدين» أن التكوين الجيد هو الممرّ الإجباري الكفيل بترقية القدرات العملياتية والقتالية للجيش الوطني والسمو بها، مشيدا بنوعية ومستوى التعليم والتكوين الرفيعين اللذين توفرهما هذه المؤسسة التكوينية العريقة التي ذاع صيتها إقليميا ودوليا لمتربصيها وطلبتها، وذلك بفضل «الجهود الحثيثة المبذولة الرامية إلى الاستثمار المربح في منظومة التعليم والتكوين للجيش الوطني الشعبي». ويأتي الحفل السنوي بأكاديمية شرشال ختاما لسلسلة مراسم التخرج التي تنظمها مختلف المدارس والهياكل التكوينية للجيش الوطني الشعبي عبر القطر الوطني خلال كل موسم دراسي، وكان الفريق قايد صالح قد خص، أول أمس، الأكاديمية العسكرية بزيارة عقد بها لقاء توجيهيا مع إطارات وطلبة الأكاديمية قبل أن يختتم زيارته أمس بترؤس مراسم تخرج الدفعات باسم فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، مبرزا أن هذا اللقاء يتزامن واحتفال بلادنا بعيد استرجاع السيادة الوطنية، الذي تحقق بفضل تضحيات الشعب الجزائري، الذي خاض أعظم ثورة تحريرية عرفها العصر الحديث» قائلا إن «الثورة التحريرية كانت مدرسة حقيقية لتخريج الرجال من ذوي الهمم العالية والعزائم القوية». وتتمثل الدفعات المتخرجة التي قدمت استعراضا عسكريا «مميزا» في الدفعة ال10 من التكوين العسكري القاعدي المشترك والدفعة 48 من التكوين الأساسي والدفعة الأولى الماستر، حيث خضعت هذه الإطارات العسكرية لفترة تكوين وفق البرنامج التدريبي المقرر بصفة كاملة، ونفذت تمارين ميدانية بصرامة عالية وانضباط كبير. وبالمناسبة، أبرز قائد المدرسة اللواء علي سيدان في كلمة له نوعية التكوين العسكري والعلمي المتخصص المساير للمتطلبات الحديثة في المجالين التقني والتكنولوجي التي تلقاها الضباط، مشيرا إلى أن الأكاديمية تشهد ميلاد «لبنة أخرى» من إطارات الجيش الوطني الشعبي بعد فترة تدريب «مثالية» حرصت فيها الإطارات على تلقين حب الوطن والعمل الدؤوب على المحافظة على أمن واستقرار البلاد، واغتنم الفرصة لدعوة المتخرجين إلى رفع التحديات من خلال التفاني والإخلاص في خدمة الوطن كل من موقع عمله. وخلال عرس التخرج أمس الذي تزينت له هذه القلعة التكوينية كعادتها، وحضره أعضاء من الحكومة وإطارات سامية في الدولة وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر، أبانت الدفعات المتخرجة التي أطلق عليها اسم المرحوم العميد هاشمي -مثلما وصفها قائد المدرسة اللواء علي سيدان - عن احترافية فائقة تعكس بمثالية مدى قوة وتحكم أفراد الجيش الوطني الشعبي في مختلف الأسلحة، وتضم ضباطا ضباطا سامين من دول شقيقة وصديقة في مختلف التخصصات، أحدهم كان ضمن المتفوقين الخمسة الأوائل وهو من دولة مالي، الذين سلمت لهم الشهادات وقلدوا الرتب من طرف الفريق وبعض الألوية. وقد جرت الاستعراضات العسكرية الاحترافية الشيقة بشكل محكم، شد انتباه الحضور ونال إعجابهم، وتصفيقهم، وعبرت النسوة من ذوي الخريجين عن ذلك بإطلاق زغاريد مدوية بين الحين والآخر، امتزجت بلعلعة الأسلحة النارية التي استعملت خلال مناورة عسكرية قبالة المنصة الشرفية، وأخرى بالشاطئ نفذتها القوات البحرية، وتتعلق كلتاهما بمحاربة إرهابيين، كما قدم أفراد الأكاديمية عروضا رياضية في القتال المتلاحم والكاراتي دو والكونغ فو والتايكواندو وحركات بدون سلاح، ليختتم العرض بتشكيل حماة الوطن لوحة تمثل خريطة الجزائر، ونزول المظليين بساحة العلم. كما شكلت المناسبة فرصة أمام الفريق قايد صالح لتدشين مرافق بيداغوجية على غرار مخابر ومجمع التعليم المدعم بالحاسوب الذي أطلق عليه اسم الشهيد طالب عبد الرحمان قبل أن يتابع عرضا عن طريق تقنية البث المرئي عن بعد مختلف العروض العلمية المنجزة من طرف الطلبة الضباط العاملين المتخرجين «تكوين جامعي».