حطت قافلة الأديب مولود معمري أول أمس ببومرداس، حاملة معها برنامجا ثقافيا منوعا يهدف إلى التعريف بأحد قامات الأدب الجزائري، كما حرصت على أن يكون الكتاب سيد الحاضرين من خلال العديد من العناوين التي وضعت في متناول المصطافين في جلسات قراءة، وتمثل الفعالية تحديا رفعته المحافظة السامية للأمازيغية والتزمت بتجسيده. بالمناسبة، عقد سي الهاشمي عصاد أمين عام المحافظة السامية للأمازيغية، أول أمس بدار الثقافة "رشيد ميموني" ندوة صحفية، استعرض فيها البرنامج المعد لاحتفالية مئوية الأديب مولود معمري، معتبرا ذلك تحديا رفعته المحافظة على عاتقها، كما تطرق إلى محاور البرنامج المتنوعة ومنها 3 مشاريع كبرى، يخص الأول ترجمة كتابات الأديب وإعادة نشرها، والثاني متعلق بتخصيص موقع إلكتروني خاص بمولود معمري مستقبلا يعرض كل نشاطات المحافظة السامية للأمازيغية (مرقمن كليا)، إلى جانب العمل على إصدار طابع بريدي يخلد ميلاد الكاتب في ال28 ديسمبر 2017، بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال. يخص المشروع الثالث دبلجة فيلم "العفيون والعصا" إلى اللغة الأمازيغية، بالتنسيق مع المخرج الكبير محمد راشدي وتمويل من وزارة الثقافة، مع الإشارة إلى أن إطلاق عمل ورشة الدبلجة لهذا الفيلم ستكون بعد غد الثلاثاء ببومرداس. وصف المتحدث هذه المشاريع بالهامة، تعكس التزام أعلى هيئات الدولة بالتعريف بالأديب مولود معمري، كما أشار في سياق حديثه إلى أن البرنامج يرتكز أيضا على 13 نشاطا يستهدف عدة ولايات في إطار نفس الاحتفالية، ومنه توجه القافلة الأدبية شهر أوت لولاية عين تيموشنت من 10 إلى 18 أوت، ثم إلى ولاية تلمسان من 10 إلى 21 من نفس الشهر. وفي إطار نفس الاحتفالية، فإن الدخول المدرسي للموسم 2017 /2018 سيتميز بإلقاء درس حول الأديب مولود معمري، وهو التزام جاء كتابيا من طرف وزيرة التربية الوطنية يضيف السيد سي الهاشمي - تماما مثلما كان الحال مع مناسبة يناير، كما أكد أنه قدم طلبا يتعلق بإدراج هذا الأديب ضمن الأنطولوجيا المدرسية بالتنسيق بين وزارتي الثقافة والتربية الوطنية، وهو تحد آخر تلتزم المحافظة به. أشار سي الهاشمي أيضا إلى أن ولاية اليزي ستحتضن في أكتوبر القادم الطبعة الأولى لمهرجان "الشعر الأمازيغي"، وهي فرصة حسبه- لإبراز ثراء هذا النوع من الشعر وفق ثراء ومتغيرات اللغة الأمازيغية، ومن خلاله سيتم التأسيس لهذا المهرجان كموعد سنوي رسمي. من جهتها، ستكون ولاية أدرار على موعد مع التفاتة أخرى للأديب مولود معمري، من خلال تنظيم ملتقى حول تراث "الأهاليل" بتيميمون، مع تكريم شخصيات ساهمت في إثراء التراث الأمازيغي اللامادي من كل مناطق الوطن. كما سيتم تنظيم الملتقى الدولي حول نفس الأديب بعنوان "مولود معمري أموسنّاو ومنبع الحضارة الدولية"، سينظم في إطار الدولة ال22 للصالون الدولي للكتاب في قصر المعارض أيام 3 و4 و5 نوفمبر القادم، بمشاركة 32 مشاركا ومحاضرا يمثلون القارات الأربع. هي إذن نشاطات عديدة ومتنوعة حول صاحب رائعة "العفيون والعصا"، تحتضن بومرداس جانبا منها كمكتبة بودواو البحري التي تسلمت هبة المحافظة السامية للامازيغية متمثلة في مجموعة كتب باللغة الامازيغية لترقية مقروئية هذه اللغة الرسمية، وهنا يشير محدث "المساء" جمال فوغلي مدير الثقافة بالولاية، أن المبادرة تمتد للمصطافين من خلال تنظيم ورشات قراءات متقطعة حول أدب مولود معمري، مع التفاتة خاصة نحو أطفال الجنوب ضمن المخيم الصيفي بالكرمة، حيث سيتم تنظيم ورشة كتابة حول هذا الأديب، علما أن كل النشاطات التي تضمنتها التظاهرة سيتم تجسيدها عبر وسائط تكنولوجية رقمية وصور وغيرها، لتعرض بمتحف خاص بمنزل الأديب بآيت يني في تيزي وزو خلال فيفري 2018. للإشارة، رغم اختصار القافلة الأدبية لمئوية مولود معمري في يومين فقط ببومرداس، إلا أن برنامجها كان ثريا، علما أن احتفالية مئوية الراحل معمري تدوم سنة كاملة وتجوب عدة ولايات من الوطن للترويج ل13 تظاهرة أدبية وثقافية وطنية ودولية، بهدف الاحتفاء بأحد عمالقة الأدب الجزائري.