أمر والي الجلفة السيد حمانة قنفاف مديرية الصحة بالولاية باتخاذ إجراءات عقابية في حادثة عدم التكفل بإمرأة حامل وجنينها ما أدى إلى وفاتها، داعيا لجنة التأديب إلى"تشديد الإجراءات إذا لزم الأمر"، وذلك قصد معاقبة المتسببين في هذه الواقعة المؤسفة. "بلهجة حادة"، صرح والي الولاية مثل هذه الأمور، خاصة عندما يتعلق الأمر بحياة إنسان، يجب أن تتخذ فيها إجراءت حازمة وفق مجرى القانون ودون تسامح، مضيفا بالقول «كل من أخطأ يجب أن يتحمل نتيجة ذلك». من جهتها، سارعت مديرية الصحة، بناء على تعليمات صارمة من الوالي والجهات الوصية، لفتح تحقيق واتخاذ إجراءات استعجالية وتحفظية، وذلك من خلال توقيف كل المتسببين في هذه الواقعة بالمستشفيات الثلاثة، مع تحديد نوعية الأخطاء التي وقع فيها الموظفون الذين رفضوا التكفل بالضحية، وذلك في انتظار انتهاء التحقيق الطبي الذي يقوم به مفتشون قادمون من الوزارة، والجنائي الذي تقوم به مصالح الأمن. من جهتها، أشارت مصادرنا من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى تأكيد الوزير السيد مختار حسبلاوي «على عدم تسامحه مع المتسببين في قضية وفاة المرأة الحامل»، مشددا على تسريع مجريات التحقيق، وإعلامه بالنتائج في أقرب وقت. وأكد على ضرورة معاقبة كل المستخدمين المتخاذلين في مهامهم والمتسببين في تدني نوعية الخدمة العمومية المقدمة للمواطنين، خاصة وأن الحادثة خلفت وفاة امرأة حامل وجنينها. وتعود حيثيات القضية التي وقعت بمدينة عين وسارة (100 كلم شمال الولاية) إلى الأسبوع الفارط، حيث لقيت المرأة الحامل حتفها هي وجنينها بسبب عدم التكفل بها من طرف ثلاثة مستشفيات تنقلت إليها. ولقيت هذه الحادثة، التي شغلت الرأي العام، تعاطفا واسنكارا شديدين، في حين دعت عائلة الضحية لاتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة ومتابعة المقصرين في عملهم حتى لا تقع نفس الحادثة مع باقي المواطنين، مع العلم أن الضحية صاحبة (23 ربيعا) جابت مستشفيات كل من عين وسارة، حاسي بحبح، الجلفة ليلا بحثا عن تكفل طبي بعد أن فاجأها المخاض، غير أن الطاقم الطبي للمستشفيات رفض التكفل بها مما جعلها تفارق الحياة بآخر محطة.