أسدل الستار بالموقع الأثري كويكول سهرة أول أمس على فعاليات الطبعة الثالثة عشر من مهرجان جميلة العربي، في سهرة أراد منها القائمون أن تكون مميزة بطابع خاص وعبارة عن رسالة فنية إلى العالم العربي، تبرز الموقف الثابت للجزائر قيادة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية التي باتت تصنع الحدث، وكان كل من تعاقبوا على خشبة السهرة الأخيرة التي عرفت حضورا قياسيا للعائلات والجمهور، نجوما بشهادة كل من حضر الحفل الذي استمر إلى غاية الساعة الثالثة والنصف من صبيحة يوم أمس. بعد ثماني ليال متتالية أنارت سماء الجميلة "جميلة" أكبر نجوم الطرب العربي والجزائري، استمتع فيها الجمهور الواسع بآخر وأحلى ما جادت به قرائح من تعاقبوا على ركح المهرجان، ثماني ليال من الطرب والفن تلألأت بها سماء المدينة الأثرية كويكول بألمع نجوم الأغنية الجزائرية بمختلف طبوعها، وأسماء فنية كبيرة لفنانين عرب حجوا هذه السنة إلى جميلة، جاؤوا من أرض الشام سوريا، وبلد الأرز لبنان، والخضراء تونس وأرض المقدس فلسطينالمحتلة التي صنعت الحدث في السهرة الختامية التي كانت ناجحة بامتياز، استمتع فيها الحضور بأجمل الأغاني العربية والجزائرية، حملت توقيع ثلاثة أسماء لفنانين جزائريين؛ ندى الريحان والشاب أنور وعبدو درياسة، بالإضافة إلى القادم من فلسطين الفنان محمد عساف. السهرة الختامية كانت ناجحة على جميع الجوانب، وساهم فيها الحضور القياسي للجمهور الذي غزا الموقع الأثري الذي اكتظ عن آخره ثلاث ساعات قبل انطلاق الحفل، عائلات جاءت من مختلف ولايات الشرق وحتى من الوسط وغرب البلاد، قبل انطلاق السهرة التي كانت عبارة عن رسالة مشفرة إلى جميع الشعوب، مفادها أن القضية الفلسطينية قضية الجزائريين، فبالإضافة إلى الحضور القوي للعلم الفلسطيني، تم بث قبل انطلاق الحفل مقطع فيديو للرئيس الراحل ياسر عرفات في سنوات السبعينات، في اجتماع لإحدى المنظمات العالمية، ترأسه آنذاك الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، حيث أكّد في كلمته على موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية. سهرة كانت فلسطينية بامتياز، وكانت أول من اعتلت الخشبة الفنانة الجزائرية ندى الريحان التي دوّت الساحة بأغنية بحنجرتها الشجية، بطبق فني متنوع استهلته بأغنية ألهبت الجمهور بعنوان "يا قدس سامحينا"، وأغنية "حمامة" للمرحوم بلاوي الهواري، إلى جانب مجموعة من أغانيها، بعدها فسحت المجال لصاحب الحنجرة القوية الشاب أنور الذي أدى مجموعة من أحسن ما يتضمنه ريبرتواره الفني، على غرار أغاني "يا ريت لقيت اللي يخبرها" و«يا لحبيبة" و«يا رسول الله"، تلاه بعد ذلك فنان الأغنية السطايفي الشيخ سلطان الذي أجبر الجمهور الحاضر على الرقص على أنغام "نير يا البارود" و«لميمة" و«مانيش ولا بد". المرحلة الثانية من السهرة انتظرها الجمهور على أحر من جمر، كانت بتوقيع الفنان الفلسطيني محمد عساف، الذي استقبل على الخشبة على طريقة الكبار، حيث كان مرفوقا بالفنانين الجزائريين ندى الريحان والشاب أنور والشيخ سلطان، في مشهد جعل الفنان محمد عساف يعجز عن الكلام، واكتفى بالقول "ما هذا بغريب على شعب المليون ونصف المليون شهيد"، بعدها أطلق العنان لحنجرته الشجية بموال صوّر به الأوضاع السائدة في أرض فلسطين، وما تشهده أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومعاناة شعب غزة المحاصر اقشعرت له الأبدان، ليرحل بعد ذلك بالجمهور في رحلة فنية استهلها بأغنية "يا عروبة تجددي" و«علومة" وبعض من أغانيه القديمة التي يحفظها الشعب الجزائري عن ظهر قلب، على غرار أغاني "بدك عناية" و«علي الكوفية"، ليختتم سهرته بأغنية جزائرية من طابع الراي غناها في وقت سابق مع الفنان الشاب فضيل بعنوان "راني"، كانت آخر أغنية في مهرجان جميلة العربي في طبعته الثالثة عشر. كان جمهور السهرة ما قبل الأخير على موعد مع طبق فني متنوع كانت نجمته شمس لبنان، الفنانة نجوى كرم، مرفوقة بالثلاثي الجزائري سلمى كويرات ومحمد روان وعبدو درياسة، أطربت فيها نجوى كرم جمهورها بباقة من أغانيها، على غرار "يخرب بيتك" و«آه من الغرام" و«الله يحرق قلبك" و«لا تبكي يا ورود الدار" و«بدي حالي ببيتك" و«خليني شوفك"، بالإضافة إلى مجموعة من أغانيها.