ترى المختصة في علم النفس الدكتورة خيرة مرسلاب ومديرة مركز «أمانات» للتنمية البشرية ومنشطة حصة «البيت السعيد» على القناة الأرضية الجزائرية، أن السعادة التي يظن الكثيرون أنها صعبة المنال يمكن تحقيقها من خلال خطوات بسيطة عمادها الاحترام والحوار البناء بين الزوجين، ويعود بالفائدة الكبيرة على كافة أفراد الأسرة. تقول المختصة حول حصة «البيت السعيد»، التي تحاول من خلالها إرساء قواعد السعادة في كل البيوت الجزائرية: «نحن نحاول من خلال الحصة إدخال الفرحة على قلوب الجميع بالاعتماد على الأساليب العلمية الناجحة والفعالة، وكثيرا ما يفاجئنا المشاهدون بقولهم «مستحيل»، لهذا نحن نسعى إلى تقديم ما يخدمهم في هذا الجانب ونشجع فكرة الاحتكاك بالمختصين للوصول إلى النتائج المرجوة». وحول كيفية تحقيق هذا المطلب في البيوت قالت الدكتورة: «كل واحد يستطيع تحقيق السعادة في بيته ومع نفسه، إلا أن هذا الأمر يتطلب بعض الاجتهاد، خاصة إذا كان الشخص الذي يتوقع منه ذلك غير جاهز للعطاء، مثل الأب الذي يعيش معاناة مع نفسه وأبنائه أو الشخص غير المرتاح في حياته، فهؤلاء لا يعرفون السعادة، فكيف يمكن إعطاءها لأفراد أسرهم، كما هو الحال بالنسبة للأم التي لا تمارس دور الأمومة، حيث نجدها بعيدة دوما عن أبنائها الذين تتكفل بهم المربيات في الروضات فقط، لذلك نحن دائما نؤكد على موضوع الاتصال داخل الأسرة لما له من أهمية وتأثير على الأفراد». وتواصل محدثتنا بالقول: «تطرقنا من خلال الحصة إلى مواضيع مختلفة وراء غياب السعادة، على غرار الغيرة والخيانة الزوجية والشك الذي يخرب البيوت، وقدمنا ما يمكّن الزوجين الحصول على الحياة الرغدة والرائعة بأبسط الأمور والمتعلقة بالاتصال، من خلال الحوار البناء الذي يرجى من خلاله القضاء على المشكل والعيش بسلام وليس الحوار الهدام الذي يعود لأسباب التنشئة الاجتماعية المعقدة للزوجين الذين يكونان غير مستعدين للارتباط وتكوين أسرة، ويستعملان ألفاظا سوقية في حديثهما، ولا يعطيان المعنى الحقيقي للكلمة، وهنا مربط الفرس في «الكلمة»، فعند إعطائها الوزن المناسب تبني، وهناك كلمات تهدم نفسية الأزواج، وهي الكلمة نفسها التي ستهدم الأبناء، كما لو أننا نعيد إنتاجية أطفال سيصبحون رجالا أو نساء غير مؤهلين للاندماج والحوار داخل الأسرة والمجتمع، وديننا واضح في هذه الأمور «فالدين معاملة» ونجاح العلاقة مبني على الاحترام والتفاهم والسلوك الطيب، ويمكن الحصول على نتائج إيجابية بالسعي نحو الهدف خطوة بخطوة في إطار مخطط أسري بالتدرج». وفيما يخص نشاط مركز أمانات في مساعدة الأزواج على تخطي همومهم ومشاكلهم، قالت الدكتورة مرسلاب: «نحن نسعى على مستوى المركز إلى تحقق التوازن بين الزوجين وأفراد الأسرة، من خلال وضع برامج لتنمية الفرد بالاعتماد على التدريب الذاتي الشخصي لأنه يحتياج إلى ممارسة الفرد لدوره، أو بالاعتماد على النظرية الوظيفية، فلكل شخص وظائف يقوم بها تجاه الله، الذات والمجتمع، وفي وجود الضمير الاجتماعي الحي يسعى الفرد إلى تحقيق الأهداف لنفسه وللمحيطين به».