يتوقف نجاح الحياة الزوجية على نجاح عملية الاتصال بين طرفي العلاقة، بصفة تخول مناقشة ملف المسائل على طاولة الحوار الهادئ، الذي يحافظ على مشاعر الحب والاحترام المتبادلة، لكن قبل كل شيء يبقى توفير هذا الجو البعيد عن الخرس الزواجي، مرهونا بمعرفة كل طرف لخصوصيات ونمط تفكير الآخر للحصول على تأشيرة التوافق الزواجي، أسرار هذا الأخير كشفتها الدكتورة زهية مسعودي موخرا خلال الملتقى الوطني الأول حول »الاتصال ملتقى العلوم الاجتماعية«، الذي نظمه قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا بجامعة سعد دحلب بالبليدة. لاشك في أن الزواج آية ربانية تولد المحبة التي تتوقف على وجود الاتصال الفعال بين الأزواج، باعتباره ضرورة للحفاظ على تماسك الأسر... وتشرح الدكتورة زهية مسعودي مختصة في علم النفس في هذا السياق، أن العلاقات الزواجية تعتبر من العلاقات الاجتماعية الفاعلة التي قد تصطدم بمشكلات التواصل والفروق الفردية بين طرفي العلاقة، فالاتصال بين الزوجين جسر للوصول الى وفاق حول وجهات نظر تتعلق بمسائل ادارة المنزل، الإنجاب، تربية الأبناء والتخطيط للمشاريع، في حين يمكن أن تأخذ بعض المواضيع التي يناقشها الازواج طابع الخصوصية وصيغة نقل المشاعر، ويتوزع عموما هذا الكوكتال من المسائل حسب المرحلة العمرية.
معرفة خصوصيات الطرف الآخر ففي شهر العسل يعكس الاتصال الزواجي، الانغماس في النرجسية الزواجية ويترجم مشاعر السعادة الناجمة عن الارتباط، ومع انطلاق الحياة الزوجية يؤدي الاتصال الى طرح مسائل العلاقات مع العائلة وتنظيم الحياة العامة والعلاقات الجنسية، فضلا عن العادات الغذائية.. وبعد مرور عامين تأتي مرحلة البحث عن الاستقرار التي يتم من خلالها إعادة تغيير الأدوار بعد الإنجاب، بينما تتميز مرحلة الشيخوخة بتفعيل الروابط المشتركة ورفع الروح المعنوية. لكن ثمة فروق بين الرجل والمرأة يجب أخذها بعين الاعتبار عند الإقبال على الزواج، فالمرأة ترغب في التعبير عن المشاعر، بينما يميل الرجل الى طرح الانشغالات والمشاكل، وإذا كانت المرأة تتحدث عن المشاكل لتقاسم أعباءها، فإن الرجل يسعى للبحث عن الحلول، والملفت أيضا هو أن العدوانية سلوك يهدد العلاقة الزوجية بالنسبة للمرأة، لكنه بالنسبة للرجل اسلوب اتصال! وتؤكد الدكتورة زهية مسعودي من ناحية أخرى، على ضرورة التدرب على الاتصال من خلال تخصيص 15 دقيقة يوميا للأحاديث الودية بعيدا عن الضغط، وضع مجالات اهتمام الطرف الآخر في الحسبان، وإظهار الحب والمشاعر الإيجابية، مع مراعاة الالتزام بالصدق والأمانة والهدوء أثناء الاتصال.. وبهذا الخصوص، تقدم الدكتورة نصيحة للمقبلين على الارتباط، فحواها ان الطيبة والحب هما أساس الاتصال الجيد، الذي يعد شرطا ضروريا لتحقيق التوافق الزواجي.