يشتكي سكان قرية تاغزوت ببلدية إيليلتن (جنوب شرق ولاية تيزي وزو) من ندرة الماء الصالح للشرب، حيث لم تزر هذه المادة الحيوية حنفياتهم منذ ما يقارب السنة، ما جعل معاناة السكان تزداد في رحلة البحث عن طرق للتزوّد بها. وذكر مواطن من القرية ل "المساء" أنّ مشكل ندرة ماء الشرب ليس وليد اليوم، موضّحا أنّ أزمة العطش تعود إلى صراع عصف بأربع قرى تابعة لبلدية إيليلتن، ولم يتم إيجاد حل نهائي له، لاسيما أنّه بلغ الذروة العام الماضي، حيث كادت الأوضاع تصل مرحلة الخطر لولا تدخل العقلاء الذين أنهوا الخلاف، لكن ذلك لم ينه أزمة العطش. أضاف المتحدّث أنّ سكان القرية استنكروا بشدة صمت وتجاهل السلطات على كل مستوياتها، معاناة القرويين، الذين وجهوا نداء استغاثة، لكن ل«ا حياة لمن تنادي!"، حيث عمدوا إلى عقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين، لكنها لم تسفر عن أيّ تغيير يخدم السكان الذين باتوا يتخبّطون في مسلسل ندرة الماء، ما دفعهم إلى التوجّه نحو الصهاريج التي باتت هي الأخرى صعبة المنال نظرا لارتفاع أثمانها، خاصة في فصل الصيف حيث تتجاوز 2000 دج للصهريج الواحد. وعقد سكان قرية تاغزوت العزم على تشميع مقر بلدية إيليلتن إلى أجل غير مسمى، لدفع السلطات للتحرّك بجدية لحلّ مشكل الماء المطروح بهذه الناحية من الولاية، والذي أسال الكثير من الحبر، حيث يطالبون الوالي بالتدخّل لإنهاء هذه المعاناة، ووضع حدّ ل "الحقرة" التي غرقوا فيها لعدم التزام السلطات المحلية بوعودها وعدم قدرتها على توفير هذه المادة الحيوية التي تُعدّ حقا مشروعا، مؤكّدين أنّ معاناتهم مع الماء دامت أكثر من 10 أشهر، حيث واجهوا المشكل في فصل الشتاء باستغلال ماء المطر والثلوج، لكن مع حلول الصيف لم يعد ذلك متاحا، فحتى الينابيع الطبيعية لم تستطع حلّ ولو جزئيا مشكل الماء، خاصة بعد إقدام سكان القرى الأخرى على كسر الشبكة المموّنة للقرية. للإشارة، قام السكان بحركة احتجاجية للتعبير عن غضبهم من غياب الماء، حيث مرّ أكثر من 10 أشهر على هذه المعاناة رغم إطلاق السكان صفارة الإنذار، غير أنه "لا حياة لمن تنادي!"، ليجدوا طريق الاحتجاج بإغلاق مقر البلدية لمدة يومين لدفع السلطات المعنية إلى التدخل العاجل لحل المشكل.