ينتظر أن تنهي اللجنة المشتركة المكلفة بتقييم الخسائر الفلاحية المنجرة عن الحرائق بولاية بومرداس مساء اليوم. عملية جرد الخسائر وتقييمها قبل إرسالها إلى الوزارة الوصية المكلفة بتحديد الغلاف المالي، الذي سيتم تخصيصه لتغطية نفقات إعادة بعث النشاط الفلاحي المتضرر في أجل أقصاه 40 يوما. مدير المصالح الفلاحية بالنيابة، رشيد مسعودي كشف ل»المساء» أمس، أن عملية جرد وإحصاء الفلاحين المتضررين من موجة الحرائق التي مست بومرداس على غرار 17 ولاية ساحلية أخرى، انطلقت قبيل أسبوع تقريبا ومن المقرر الانتهاء من العملية مساء اليوم الخميس من خلال إجراء اجتماع ثاني تتحدد على إثره القوائم النهائية للفلاحين المتضررين، والتي سترفع لوزارة الفلاحة للشروع في عملية التعويض في إطار إعادة بعث النشاط الفلاحي. وفق الإحصائيات، فإن المساحة المتلفة بولاية بومرداس جراء الحرائق المسجلة في الآونة الأخيرة قد بلغت حوالي 80 هكتارا، منها مساحات غابية، علاوة على 9 هكتارات أشجار مثمرة متفرقة عبر الإقليم، و8 آلاف شجرة زيتون محترقة، 68 خلية نحل،3 آلاف مدجنة ببلدية تاورقة، إضافة إلى عدد من البيوت البلاستيكية المخصصة لتربية الدواجن ببلدية الثنية و12 رأس غنم ببلدية تيمزريت و3 آلاف هكتار من القمح بمنطقة بوشاقور ببلدية يسر، وما مجمله 3200 وحدة تبن وأعلاف ماشية. هي خسائر عينية ومالية معتبرة سببتها الحرائق التي اتسعت رقعتها هذه السنة، إذ كشف المتحدث في هذا الصدد أن عملية تقييم الخسائر تبعا لكل فلاح كانت قد انطلقت نهاية جويلية الماضي، باجتماع ضم رؤساء المقاطعات الفلاحية ومحافظة الغابات والغرفة الفلاحية، وأسفر عن قائمة اسمية ل60 فلاحا، في حين يرتقب أن يرتفع عددهم بعد عملية الجرد الميداني الجارية. في هذا السياق، قال المتحدث إن عملية التعويض التي تم الإعلان عنها وفقا لتعليمات صادرة عن رئيس الجمهورية، ستكون موجهة لإعادة بعث الأنشطة الفلاحية المتضررة ومنه تعويض صناديق النحل بأخرى، موضحا أن جدول الأسعار المرجعية لتعويضات الفلاحين الناتجة عن الحرائق قد أرسل أول أمس الفاتح أوت، ويحدد بموجبه المبالغ المالية المخصصة لكل نشاط، فمثلا صندوق نحل مقيّم ب700 دينارا، وشجرة زيتون بألف دينار ودجاج البيض ب 800 دينارا، ستكون قيمة الدجاج الموجه للاستهلاك ب150دج/ كلغ، علما أن دجاج الاستهلاك الذي كان من المفروض تسويقه قد حدد تعويض ب 2 كلغ عن الوحدة، أي بقيمة مالية 300 دينارا عن كل دجاجة، مع التأكيد أنها قيم مالية موجهة لإعادة بعث النشاط الفلاحي من جديد، حيث أن تقييم مبالغ المنتوج تبقى من صلاحيات وزارة الفلاحة. تجدر الإشارة إلى أن الحرائق الأخيرة قد مست الفلاحين غير المؤمنين بولاية بومرداس، مما جعل ممثل المصالح الفلاحية يجدد دعوته لكل الفلاحين للانخراط في آليات التأمين على المنتوج الفلاحي، مصرحا في هذا الصدد: «أغتنم فرصة تواجدكم لبعث رسالة تحسيسية لكل فلاحي بومرداس من أجل التقرب من صناديق التأمين للفلاحين ومنتوجاتهم، تحسبا لأي أضرار أو كوارث طبيعية قد تصيب محاصيلهم. ونذكر بأن التعويض الذي قررته الدولة بسبب موجة الحرائق يبقى التفاتة تضامنية من أعلى هرم في السلطة في عز الأزمة الاقتصادية. أما التأمين فإنه أضحى حتمية أساسية» يقول رشيد مسعودي مبرزا كذلك بأن الانطلاقة في إعادة النشاط الفلاحي سيكون وفق رزنامة محددة تحترم الموسم الفلاحي. أعالي الأخضرية (البويرة) ... قرية بوقزين منكوبة بفعل الحرائق خلّف حريق مهول نشب أول أمس، بقرية بوقزين (ببلدية معالة) بأعالي الأخضرية خسائر مادية معتبرة، شملت الأبقار والماشية والدواجن، بالإضافة إلى نقل أحد المصابين إلى مستشفى الدويرة من بين حالات لإغماءات وإصابات بالقرية التي حولتها ألسنة اللهب إلى منطقة منكوبة. واشتكى سكان القرية من هول الحادثة التي عرفتها بسبب الإرتفاع غير العادي لدرجة الحرارة، حيث إلتهمت النيران بها الأخضر واليابس بهذه المنطقة وعزلتها عن محيطها غياب للمياه والكهرباء، خاصة مع عدم رفع الأبقار والماشية النافقة وانتشار رهيب للروائح الكريهة، الأمر الذي يتطلب توفير المواد المطهرة لتفادي كارثة إيكولوجية بهذه القرية. من جهته، أكد رئيس بلدية معالة أن البلدية سارعت إلى التدخل للوقوف على حجم الأضرار المسجلة، بعد إجتماع طارئ جمعها بممثلي عدة قطاعات على مستوى الدائرة في إطار لجنة مشتركة تنقلت إلى القرية، وقد تدخلت فرق الحماية المدنية وقوات الجيش لإخماد الحريق وإجلاء العائلات. وفيما تطالب العائلات السلطات المحلية بالمساعدة في تطهير القرية من مخلفات الحريق، تأمل في استفادتها من التعويض عن الخسائر المعتبرة التي أتت على ممتلكاتهم خاصة الدواجن، الأبقار والماشية بهذه القرية المعروفة بهذا النشاط الفلاحي. ❊ع.ف الزهراء