أعلن المدير العام للغابات السيد عز الدين سكران، أمس، عن إعادة توزيع أعوان الغابات ابتداء من الأسبوع المقبل، تماشيا والتقارير التي سيتم إعدادها لتقييم الخسائر وتحديد المناطق الأكثر تضررا وتلك المهددة بالحرائق، وذلك لضمان السرعة في التدخل لإخماد النيران وتشديد المراقبة لوضع حد للمعتدين على المساحات الغابية من بارونات الحطب والفحم والموالين. وخلال ندوة صحفية حول حصيلة حرائق الغابات التي بلغت 1604 حرائق منذ الفاتح جوان إلى 5 أوت الفارط، اعترف سكران، بعدم فتح مسالك غابية عبر 20 بالمائة من الغابات بسبب صعوبة التضاريس وكثرة المنحدرات، في حين أن المسالك المفتوحة لا تتماشى في غالبيتها مع المقاييس العالمية، وهو ما صعب عمليات التدخل لإخماد أولى بؤر النيران. كما أرجع مدير عام الغابات سبب ارتفاع حصيلة الحرائق ما بين 27 جويلية إلى 5 أوت الفارط، والتي بلغت 576 حريقا أتلف 6607 هكتارات إلى حالة الجفاف التي تعرفها الولايات الشرقية، ما أدى إلى اتساع دائرة النيران بسرعة وصعّب عمليات فرق التدخل، علما أن أعوان الغابات تمكنوا من إخماد 800 حريق فور اندلاعه ما ساهم في تقليص المساحات المتلفة لأقل من 3 هكتار لكل حريق، مشيدا بالمجهودات المبذولة من طرف 5 آلاف عون لحماية الغابات المجندين لمكافحة الغابات 24 ساعة على 24 ساعة ولم يستفيدوا من ولا يوم واحد راحة. وردا على أسئلة الصحافة بخصوص إمكانية توقيف أشخاص تورطوا في اندلاع الحرائق أشار سكران، إلى أن مصالح الدرك الوطني هي من تقع على عاتقها مهمة التحقيق و توقيف المشتبه فيهم، مؤكدا أن الدورات التكوينية التي استفاد منها أعوان الغابات سمحت لهم باكتساب مهارات أكثر لتحديد مصدر الحريق انطلاق من بعض الدلائل المادية، وهو ما سمح لمديرية الغابات بتوجيه أصابع الاتهام لشخص مجهول عبر كل المحاضر التي أرسلت لمصالح الدرك ووكيل الجمهورية بعد إطفاء الحرائق. بالمقابل لم يخف سكران، تورط بعض سكان الأرياف من مزارعين ورعاة في عملية إشعال النيران لأغراض فلاحية غير أن حالة جفاف النباتات والأشجار سرّع عملية اتساع دائرة الحريق ما صعب على أعوان الغابات وأعوان الحماية المدنية التدخل، ناهيك عن نشاط شبكات تهريب الخشب والفحم الذين يكثر نشاطهم مع اقتراب عيد الأضحى، وقد تم تنسيق العمل مع أعوان الدرك لتشديد الرقابة عبر مختلف محاور الطرق الكبرى والفرعية. تخصيص 2828 نقطة لجمع المياه أما فيما يخص جفاف بعض منابع المياه، فأشار المتحدث إلى أن المديرية العامة للغابات خصصت هذه السنة 2828 نقطة لجمع المياه تضم كل واحدة منها 50 مترا مربعا وهي عبارة عن خزانات وأحواض لتجميع المياه، تم اللجوء إليها بعد جفاف عدد من منابع المياه، كما تم اقتناء هذه السنة 32 شاحنة مدعمة بصهاريج وسيتم رفع عددها السنة المقبلة ل80 شاحنة للرفع من إمكانيات التدخل السريع لأعوان حماية الغابات. وردا على سؤال ل»المساء» حول إمكانية اقتناء المديرية العامة للغابات طائرات للمساهمة في مكافحة حرائق الغابات، تطرق سكران، إلى أن مثل هذه الإمكانيات جد مطلوبة لمكافحة الحرائق الكبيرة، خاصة وأنها تستعمل للوصول إلى المناطق الجبلية والنائية غير أن قلة الإمكانيات المادية للمديرية العامة للغابات ونظامها القانوني الذي يحدد مهامها كهيئة للحماية والوقاية لا يسمح لنا باقتناء مثل هذه المعدات. بالمقابل أعرب سكران، عن أمله في لجوء مصالح الحماية المدنية إلى استعمال طائرات الهيلوكبتر التي تم اقتناءها مؤخرا لإخماد النيران، مع العلم أنه تم استعمالها أول أمس لأول مرة بولاية الطارف، لإخماد الحرائق التي استمرت لعدة أيام وذلك بطلب من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية. وردا على شركة إنتاج وتوزيع الكهرباء التي أرجعت قطع التموين بالطاقة الكهربائية إلى حرائق الغابات، كشف المدير العام للغابات أن سبب انتشار الحرائق بالقرب من أعمدة الضغط العالي لنقل الكهرباء مرده تماطل الشركة في عملية تنظيف محيط هذه الأعمدة و نزع الحشائش الضارة، مع العلم أن الاتفاقية الموقعة ما بين مديرية الغابات وشركة سونلغاز تتطرق إلى وجوب مشاركتها في أشغال تنظيف محيط الغابات في إطار الحماية والوقاية من مخاطر الحرائق، غير أن أشغال التنظيف لم تنته في وقتها ما جعل ألسنة النيران تصل إلى أعمدة نقل الكهرباء وتأثر على عملية توزيع الطاقة لعدد من المدن والبلديات والقرى. وفي ختام الندوة الصحفية أكد سكران، أن مديرية الغابات سترفع كل النقائص المسجلة في تنفيذ مخطط مكافحة الحرائق هذه السنة بغرض استدراكها السنة المقبلة، مع ضمان إشراك كل الفاعلين لتنفيذ كل البرامج ذات الطابع الوقائي، مع العلم أنه بالنسبة لهذه السنة تم تخصيص 1200 عون غابات لإعطاء إنذار في حالة اندلاع الحريق و2600 عون للتدخل السريع. ويذكر أن 1604 حرائق نشبت منذ الفتح جوان إلى غاية 5 أوت، وأتلفت 14310 هكتارات منها 4848 هكتارا من الغابات، 4656 هكتارا من الأدغال و4806 هكتار من الأحراش بمعدل 24 حريقا يوميا مع إتلاف 8,92 هكتار في كل حريق. ومقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة فقد سجل ارتفاع ب 546 حريقا، وذلك بعد إحصاء 1058 حريقا أتلف 6735 هكتارا منها 2175 هكتارا من الغابات. وتصدرت ولاية بجاية قائمة الولايات الأكثر تضررا من الحرائق ب120 حريقا أتلف 3699 هكتارا تلتها تيزي وزو ب 211 حريقا أتلف 2087 هكتارا، سكيكدة ب125 حريقا أتلف 1675 هكتارا.