وقعت وزارة البيئة والطاقات المتجددة أمس، اتفاقية مع المجلس الأعلى للغة العربية والمحافظة السامية للغة الأمازيغية، بهدف تنصيب لجنة مشتركة لإعداد معجم يضم كل المصطلحات البيئية والطاقات المتجددة، على أن يتم بعد الانتهاء من مهام اللجنة، تنظيم ملتقى وطني حول مصطلحات البيئية والطاقات المتجددة باللغتين العربية والأمازيغية، وهي المبادرة التي ستدعم العمل التحسيسي الذي تقوم به الوزارة لغرس ثقافة بيئية وسط المواطنين. وحسب وزيرة البيئة والطاقات المتجددة السيدة فاطمة الزهراء زرواطي، فإن المعجم الجديد يدخل في إطار ترقية استعمال اللغتين العربية والأمازيغية في الإدارة الجزائرية، مشيرة إلى أن إطارات وزارتها يجدون صعوبة كبيرة في تعريب المصطلحات التي لها علاقة بالقطاع، وهو ما يعرقل العمل التحسيسي الذي يقوم به الأعوان على أرض الميدان، خاصة أنهم مجبرين على الحديث بنفس لغة المواطن. ونظرا لكون اللغة وسيلة للرقي بالفكر البيئي تقول زرواطي وجب تنسيق الجهود مع كل من المجلس الأعلى للغة العربية والمحافظة السامية للأمازيغية لتجنيد خبراء لشرح قائمة المصطلحات وإعطاء المقابل الأجنبي لها، مع الاعتماد بالشواهد لتسهيل عمل إطارات الوزارة. كما أشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية السيد صالح بلعيد إلى أن الاتفاقية ستسمح باقتراح البديل عن كل مصطلح له علاقة مباشرة بالبيئة والطاقات المتجددة، وهو ما سيسهل الحياة اليومية للمواطن ويكسبه ثقافة بيئية عامة. وصنف بلعيد المعجم ب«الإنجاز التاريخي» كونه نتيجة شراكة بين المؤسسات، وهو الأول من نوعه يهدف «لترقية التكامل ما بين كل اللغات المتداولة بين الجزائريين»، مبرزا أن الاتفاقية ستخلق ثقافة وطنية جديدة تتماشي وتطلعات المواطنين. من جهته، نوه رئيس المحافظة السامية للغة الأمازيغية السيد الهاشمي عصاد، بالمبادرة التي كرست مبادئ الدستور الجديد الذي عزز أركان الهوية الوطنية الجامعة بين اللغتين العربية والأمازيغية، ليثمن اقتراح وزارة البيئة بإعداد معجم وطني لترجمة كل المصطلحات التي لها علاقة مباشرة بالبيئة والطاقات المتجددة، متوقعا أن يحقق المعجم طفرة نوعية في مجال إعداد القواميس. كما أعرب عصاد عن ارتياحه للمكانة التي بلغتها المحافظة السامية للأمازيغية، والتي تحولت إلى هيئة فاعلة في العمل الميداني مع مؤسسات الدولة لصون الوحدة الوطنية من خلال بناء مجتمع بهويته الجامعة وأصوله الراسخة في التاريخ، مشيرا إلى أن المحافظة السامية للأمازيغية تسعى اليوم إلى تعزيز صلاحياتها من خلال فتح عدد أكبر من ملحقاتها عبر كل التراب الوطني للتقرب أكثر من المواطنين والمؤسسات. وفيما يخص تعميم الأمازيغية، أشار عصاد إلى أنها تتم بطريقة تدريجية، مؤكدا أنه يسعى لاستغلال رصيد المحافظة التي تنشط منذ 22 سنة للرد على طلبات الترجمة للغة الأمازيغية، والتي بلغت 120 طلبا، منها ما يخص ترجمة أو استشارة لهيئات حكومية واقتصادية وسياسية. فرض ضريبة حول البيئة سابق لأوانه على صعيد آخر، نفت الوزيرة أن يكون قطاعها المسؤول الوحيد عن الوضعية الكارثية للمحيط، مشيرة في ردها على سؤال صحفي حول وضعية وادي الحراش، أن الملف خاص بوزارة الموارد المائية، في حين تبقى وضعية الغابات التي تعاني اليوم من الحرائق من مهام وزارة الفلاحة والتنمية الريفية المكلفة بعملية إعادة غرس الأشجار المتلفة. أما فيما يخص النفايات المنزلية، فأكدت زرواطي أن مهمة الوزارة تخص تحسيس المواطنين بضرورة فرز النفايات قبل التخلص منها، مع احترام مواعيد رمي النفايات ومكان جمعها، نافية اللجوء إلى اعتماد نظام ضريبي يكون على شكل غرامة مالية، من منطلق أن الوزارة لا يمكنها اقتراح عقوبات قبل غرس ثقافة بيئية وسط المواطنين، مشيرة إلى أنها لا تريد تغريم المواطنين قبل تطوير وعصرنة عملية معالجة النفايات وتطوير نشاط الرسكلة.