استقبل وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل، أمس، بالمنامة من قبل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بحيث سلمه رسالة «تقدير وأخوة» من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حسبما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وأوضح البيان أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة أعرب عن «شكره للسيد مساهل على هذه الرسالة وكلفه بتبليغ شقيقه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تحيات «التقدير والأخوة والتمنيات بالازدهار للشعب الجزائري». كما أعرب عن «ارتياحه» لجودة العلاقات الثنائية وكذا أواصر «الأخوة والصداقة» القائمة بين الشعبين الجزائريوالبحريني. وأضاف البيان أن الملك حمد قد عبر كذلك عن «استعداده» لتعزيز التعاون عبر الفرص المتاحة في كلا البلدين. كما تطرق الجانبان بهذه المناسبة -يضيف المصدر- إلى المسائل المرتبطة بالوضع السائد في العالم العربي وضرورة إعادة تفعيل العمل العربي المشترك من أجل مواجهة عديد التحديات التي تتطلب عملا منسقا وتشاوريا. وقد جرى اللقاء بحضور وزير الشؤون الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة. وكان السيد مساهل قد حل في وقت سابق من يوم، أمس، بالمنامة في زيارة عمل للبحرين قادما من بغداد، في إطار جولته العربية التي يقوم بها بتعليمات من رئيس الجمهورية الذي وجه رسائل لزعماء هذه الدول حملها إليهم السيد مساهل، تؤكد اهتمام الجزائر بتسوية الأزمات التي تعيشها المنطقة. وكان السيد مساهل قد استقبل من طرف رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، حيث سلم له رسالة أخوية من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية، الذي أوضح أن الرئيس معصوم أعرب عن «تقديره للسيد مساهل بشأن هذه الزيارة التي تؤكد على الروابط المتينة بين الشعبين الجزائريوالعراقي والاهتمام الذي طالما توليه الجزائر لتسوية الأزمة في العراق من أجل الحفاظ على سيادته وسلامة ترابه». وكلف الرئيس العراقي مساهل «بتبليغ رئيس الجمهورية تحياته الأخوية ومشاعر التقدير والاحترام وتمنياته بالرقي والازدهار للشعب الجزائري»، يضيف البيان. كما تناول اللقاء «الأوضاع في المنطقة والتحديات الرئيسية التي يواجها العالم العربي وكذا ضرورة بذل كل الجهود لمواجهتها». واستقبل مساهل كذلك من طرف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي تطرق معه إلى العلاقات الثنائية بين الجزائروالعراق وكذا سبل ووسائل تعزيزها في جميع الميادين، واستعرضا أيضا «التحديات والتهديدات التي تواجه الأمة العربية والتي تتطلب توحيد الصفوف وتجنيد مجهوداتنا من أجل تجاوزها». وفي هذا السياق، عرض السيد مساهل على رئيس الوزراء العراقي تجربة الجزائر في مجال مكافحة الارهاب والتطرف العنيف وكذا المصالحة الوطنية،مؤكدا أن «مثل هذه المقاربات تصون وحدة وسيادة الدول والشعوب». كما أعرب عن «استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها مع الشعب العراقي الشقيق من أجل المساهمة في الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار والأمن في العراق وفي المنطقة». وأعرب العبادي عن اهتمام بلده بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الارهاب والتطرف العنيف. وخلال تواجده بالعراق، تحادث وزير الشؤون الخارجية مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري الذي استعرض معه وضعية العلاقات الثنائية بين البلدين وكذا سبل ووسائل تعزيزها، إضافة إلى بعض المسائل الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك. واتفق الوزيران على ضرورة تشجيع الحلول السياسية القائمة على الحوار والمصالحة الوطنية للأزمات والنزاعات التي تشهدها المنطقة، وهذا ما سمح للسيد مساهل بعرض التجربة الجزائرية في هذا المجال. وعلى صعيد آخر، شدد الوزيران لدى تناولهما لوضعية جامعة الدول العربية على ضرورة إصلاح المنظمة العربية بهدف تكييفها مع التحولات التي تعيشها المنطقة والعالم وكذا تمكينها من رفع التحديات التي تواجه الأمة العربية، حسبما جاء في بيان وزارة الخارجية. من جانب آخر، زار عبد القادر مساهل أمس في نهاية زيارته لبغداد مسجد الشيخ عبد القادر الجيلاني حيث يتواجد ضريح الشيخ الفاضل. وبهذه المناسبة، استمع السيد مساهل لشروح إمام المسجد حول مسار الشيخ الجيلاني وحول مختلف المنشآت التي يشملها هذا الضريح،من بينها المكتبة التي شيدت قبل ثمانية قرون والتي تضم مخطوطات فريدة لاسيما للقرآن الكريم. يذكر أن المسجد يعتبر مكان تجمع للعديد من أتباع الطريقة القادرية ويعد وجهة سياحية.