تحوّل رواق "عائشة حداد" إلى بستان تزيّنه أزهار بمختلف الأنواع والألوان، تتوسط 32 لوحة في معرض الفنانة كريمة زيداني الذي يتواصل إلى غاية 25 أوت. كما رسمت الفنانة في أعمالها هذه، مجموعة من الحيوانات الظريفة، لتؤكد حبها للطبيعة وكل ما يتعلق بها. في هذا الحر الشديد زيارة معرض يضم لوحات تشع بالطبيعة من أزهار فواحة وحيوانات ملونة، راحة للنفس وانشراح للصدر، حتى إنه يخيَّل للزائر أنه يشم عطور هذه النباتات المزهرة. وها هو أمام لوحة تسطع فيها زهرة الياسمين، وتنبض بياضا وهي تتوسط خلفية خضراء، كما أنها تظهر بشكل جلي؛ وكأنها تريد الخروج من اللوحة أو الاقتراب من الجمهور حتى يشمها بطريقة أفضل ويلمس بتلاتها. غير بعيد عن الياسمين، زهرة أخرى تشبهها وهي زهرة البرتقال التي بدأت تتفتح، في حين تناثرت أزهار حب الملوك على لوحة أخرى. أما زهرة الخطمي فقد رسمتها الفنانة مثل نظيراتها من الأزهار، بشكل مكبر، كما أكدت على تفاصيلها، وأبرزت لونها الوردي المميز، علاوة على رسومات إضافية قدمتها كريمة في هذه اللوحات، مثل أشكال هندسية مزخرفة، وكأنها أغصان صغيرة. لزهرة الأوركيدي أيضا نصيب من هذا المعرض، رسمتها كريمة في حجم كبير جدا حتى إنه يخيَّل أنها ستخرج من اللوحة، في حين رسمت الفنانة باقة من زهور الأقحوان البيضاء، واحدة منها بشكل واضح، في حين أضفت الضبابية على بقية أزهار هذه الباقة. ولزهرة الخشخاش المنثور (كوكليكو) مكانة أيضا في هذا المعرض، الذي اختارت الفنانة أن يكون بالأسلوب الانطباعي، حيث طغى اللون الأحمر عليها؛ وكأنها انفجرت دما. وفي لوحة أخرى ظهرت هذه الأزهار شامخة في عز الليل. وفي ثالثة عنونتها الفنانة ب "الخشخاش"، استعملت فيها الفن شبه التجريدي. أما لوحة رابعة عن هذه الزهرة المحببة للفنانة فحملت عنوان: "أزهار الخشخاش في خلفية زرقاء"، في حين جاءت لوحة "أزهار الخشخاش في خلفية خضراء" في وسط المعرض. ورسمت الفنانة مجموعة من البتلات الصفراء تتساقط وتتمازج فيما بينها، وكأنها أرادت الابتعاد هنيهة عن الفن الانطباعي والاعتماد على الفن التجريدي. بالمقابل جاءت لوحة "أزهار هندسية" مختلفة عن سابقاتها، حيث رسمت فيها كريمة أزهارا دائرية حمراء بسيقان طويلة خضراء. ترى "إصيص زهور"،"زهرة أذن الفيل" (أروم)، "زهور الحقول"، "الأوركيدي البيضاء " و«الأوركيدي الحمراء" وغيرها، كما مزجت بين الأزهار وفاكهة العنب في لوحة امتلأت ألوانا. لم يكن بإمكان الفنانة أن ترسم الأزهار من دون التطرق إلى الورود، التي تعتبر من أشهر الأزهار انتشارا في العالم، فها هي لوحة" قلب الوردة" تبرز تفاصيل وردة وردية. أما لوحة "حقل التوليب" فتُظهر شموخ هذه الزهرة التي اشتهرت بهولندا. بالمقابل، رسمت الفنانة وجها يشبه بطلة ليوناردو دافينتشي "موناليزا" وسط أزهار وأوراق. والعجيب أنها تبتسم بوضوح، عكس العمل الأصلي للفنان الإيطالي الكبير. استعانت الفنانة بالحيوانات في بعض لوحاتها، فرسمت طاووسين ملونين بالأزرق والأصفر على خلفية زرقاء. أما لوحة "منظر طبيعي مع الطوقان" فتبرز طائرين من نوع الطوقان، يتمتعان بجمال الأزهار.