لايزال وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولاياتالمتحدة مثار استهجان وانتقاد الكثيرين، من بينهم المؤلفون والناشرون الذين أثاروا قضية الضرر الذي لحق بمبيعات الكتب بعد وصوله إلى البيت الأبيض، وتأكيدهم على صعوبة بيع الكتب في أجواء سياسية تبدو فيها الحقيقة أغرب من الخيال. وعلَّقت على هذا الموضوع الكاتبة ألانا ماسي بقولها: "لدى طرح كتابي بعد عشرة أيام فقط من قرار حظر السفر الذي أصدره ترامب ضد مواطني سبع دول مطلع فيفري، قيل لي إن الكتاب صدر في وقت سيئ للغاية. وبرغم الإشادة التي حظي بها من جانب وسائل الإعلام والصحافة، إلا أنه جاء في وقت ينصبّ الاهتمام على السياسة". وتابعت ماسي: "وكان يمازحني البعض بأن أي كتاب ما لم يكن يتحدث عن السياسة أو عن الواقع المرير، فإنه لن يحقق أي مبيعات في واقع الأمر، ما أثار إحباطي". وفي تقرير مطول لها بهذا الصدد، أكدت مجلة "نيو ريبابليك" الأمريكية أن فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ألقى بظلاله السيئة على صناعة نشر الكتب، بتأثيره السلبي على الكُتَّاب، بائعي الكتب، المحررين، مندوبي النشر ومسؤولي الدعاية. والمشكلة الحقيقية، بحسب المجلة، هي أن ترامب قضى على أي دعم مادي يمكن تقديمه لعالم الفنون، وحَوَّل ذلك الأمر إلى عقيدة محورية في أجندة الأعمال الخاصة به. وأعقبت المجلة: "حين نشر الصحافي سوبان ديب من النيويورك تايمز في مارس الماضي عن مقترح لترامب يعنى بالقضاء على الصندوق الوطني للفنون، قوبلت تلك الفكرة بالتماس من جانب مؤسسة "بان أمريكا"، لمنع تمرير ذلك المقترح، وجَمَّع الالتماس بالفعل أكثر من 200 ألف توقيع، منها توقيعات لجبابرة في عالم الأدب مثل مارغريت أتوود". وفي مقابلة أجرتها مع محطة "سي بي إس نيوز" قالت ليزا لوكاس المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للكتاب، إنهم سيخسرون التمويل، وهو أمر غير جيد بالنسبة لجهة غير ربحية. وتابعت المجلة بنقلها في السياق نفسه عن مونيكا وودز التي تعمل كوكيلة أدبية لدى دار النشر "كارتس براون"، قولها: "وسط دورة الأخبار السريعة التي عاشتها أميركا من أواخر 2016 وبداية 2017، كان يُستعَان بكُتَّاب القصص الخيالية في برنامج "صباح الخير أمريكا"، وهو ما ظل يتكرر حدوثه معهم باستمرار. كما عانى أفضل كُتَّاب نيويورك تايمز تحقيقاً للمبيعات". ولفتت المجلة إلى أن كثيرا من الكتب التي تم إصدارها في أعقاب انتخاب ترامب، كُتبت بفهم مختلف تماما عن العالم الذي نعيشه الآن، فالناس يتطلعون هذه الأيام لقراءة أعمال مشحونة من الناحية السياسية؛ كطريقة لفهم ذلك العالم الذي نعيش فيه الآن. وحتى مع تراجع أرقام المبيعات فقد حظيت الأعمال السياسية الخيالية باهتمام إعلامي كبير للغاية في حقبة ترامب، وهو ما يعود ربما للأهمية المكتشفة حديثاً لتلك الأعمال، لكن مايزال يُنتظر ما قد يحدث في الساحة السياسية خلال الفترة المقبلة.