-تخوف في السعودية.. قلق في طهران وارتياح في القاهرة - أوروبا مرعوبة وروسيا تشرب النخب هزت نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية العالم برمته، بعد الإعلان عن الفوز الساحق لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ب 276 من أصوات المجمع الإنتخابي، وما يعادل أكثر من 57 مليون صوتا بنسبة 48 بالمائة من مجموع الأصوات، مقابل 218 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي و أكثر من 56 مليون صوت بنسبة تتجاوز 47 بالمائة لغريمته مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون. العالم اهتز من الشرق إلى الغرب، بل إن أمريكا نفسها عاشت لحظات الصدمة الأولى، قبل أن تستفيق على تهاني كلينتون لترامب واعترافها بالهزيمة. أما في أروبا كما في الشرق الأوسط وروسيا فكانت الردود متفاوتة، في الرياض هنأ ملك السعودية ترامب، وقال محللون سعوديون إن الجمهوريين أقرب إليهم، فهم يمثلون الاستثمارات ورؤس الأموال وشركات النفط والسلاح، وهي العوامل التي تحدد المواقف وليس الحملات الانتخابية، على أن المزاج المتقلب لدونالد ترامب يثير مخاوف العواصم الملكية في العالم العربي، خصوصا في السعودية التي ترك لها باراك أوبما قانون جيستا الذي يخول للمتضررين من هجمات 11 / 9 متابعة المسؤولين السعوديين أمام المحاكم الأمريكية. ويرافق التخوف السعودي، قلق إيراني أعرب عنه وزير الخارجية من طهران، عندما قال إن بلاده تأمل في أن يحترم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب اتفاق طهران مع الغرب وأمريكا، ويستمد الإيرانيون قلقهم من التصريحات النارية لترامب خلال الحملة الانتخابية التي وعد فيها بتمزيق الاتفاق النووي الايراني مع الغرب. كما يتخوفون من موقفه المناهض لبقاء الأسد في سوريا. أما القاهرة التي تتخبط في مشاكل اقتصادية وأمنية وتطاردها كوابيس الشرعية، فقد ابتهج السيسي وأنصاره من كتاب وصحفيين بفوز ترامب على خلفية موقفه المعادي لحركة الإخوان، وكذا اللقاء الحصري للسيسي معه في نيويورك شهر سبتمبر الماضي على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فكان السيسي البارحة أول رئيس عربي يهنئ دونالد ترمب بالفوز. و في الغرب، فإن أروبا تعيش على وقع الصدمة، فالصحف الألمانية ترجمت تخوفا أروبيا من صعود اليمين المتطرف على أطراف فوز ترامب، فضلا عن تخوف أوروبي من تأثير ذلك على مستقبل الحلف الأطلسي، حيث وعد ترامب بوقف النفقات الأمريكية على هذه المنظومة التي غيرت الكثير من الحقائق على الأرض، وأوروبا تخشى ترامب وتبعات ذلك ، فمنذ 1941 والولايات المتحدةالأمريكية القوة الضاربة لأوروبا في مواجهة الاتحاد السوفياتي ثم روسيا بعد ذلك ومناوئيها في الشرق الأوسط من حكومات وأنظمة وجماعات. وفي باريس، حذر فرانسوا هولاند من مستقبل غامض بين أوروبا وأمريكا، ويعكس الاجتماع العاجل لوزراء دول خارجية أوروبا المرتقب حجم القلق الأروبي اتجاه فوز ترامب. أما في روسيا فنقلت "سي آن آن " أن فلادميير بوتين، شرب نخب فوز دونالد ترامب الذي يرى أن أمريكا غير معنية بتاتا بحماية دول شرق أروبا ودعمها، معتبرا أن بعضها مجرد قرى في ضواحي مدن روسية، وتبدو موسكو مرتاحة لفوز ترامب كونه أعلن في وقت سابق أنه سيسحب الكثير من التدخلات الأمريكية في قضايا تعتبر من صميم الاختصاص الروسي، وهذا مايريح بوتين من متاعب الخلافات مع واشنطن، هكذا إذن هز فوز ترامب سياسيا بهذه الحدة، مثلما هز فوزه أسواق المال والنفط التي تأثرت هي الأخرى بشكل حاد بهذا الحدث. وإذا كانت هجمات 11 سبتمبر قد هزت أمريكا والعالم، فإن مفاجأة 9 /11 ، هزت هي الأخرى العالم والولايات المتحدةالأمريكية، ليبقى مستقبل العالم وأمريكا مرهونا بشطحات ترامب التي لا يمكن التكهن بخطورتها لدرجة أن مستشاريه منعوه من التغريد على تويتر.