أشارت الدكتورة نوال صخري، مختصة نفسانية، إلى أن العديد من الأشخاص يعانون من فوبيا السفر بالطائرة والباخرة، وهذا راجع إلى خوفهم من حدوث أي مكروه، مما يفسَّر في علم النفس بالأشخاص المتشائمين الذين دائما يتخيلون حدوث الأسوأ ولا يثقون في أحد، وكل ذلك يؤثر سلبا على حياتهم اليومية، ويجعلهم ينطوون على أنفسهم، ويفضلون الإبقاء على البساطة ولا يغامرون بشيء من ذلك.. وأوضحت المتحدثة أن الأمر يتجلى أكثر خلال موسم العطل لاسيما في فصل الصيف؛ إذ يبحث هؤلاء الأشخاص عن وجهات لزيارتها بدون الاضطرار لركوب الطائرة أو الباخرة، ويفضلون البقاء على البر، لأنه أقل خطورة بالنسبة لهم رغم أن ذلك ليس صحيحا، إذ يمكن أن تصاب السيارة أو الحافلة أو القطار بحادث أخطر من الوسيلتين المذكورتين، إلا أن قول هذا لا يطمئن هؤلاء المصابين بالفوبيا وإنما هم في حاجة إلى علاج حقيقي لتخطي ذلك. كما قالت المختصة إن الفرد لا يولد بالفوبيا وإنما يكتسب ذلك الشعور مع مرور السنوات، وهذا يكون بسبب مجموعة من الأسباب، فقد تكون لتجربة سابقة مخيفة في ذلك الأمر، أو فقط لمشاهدته في نشرة إخبارية سقوط مثلا طائرة أو غرق باخرة وما إلى ذلك، أو يكون شاهد حادثا من تلك الحوادث أو عاش تجربة مشابهة، مما يجعله يتخوف من ذلك، لتعود تلك المشاهد في رأسه طيلة الرحلة، ما يسبب له خفقانا سريعا للقلب، وعدم الشعور بالراحة، والتعرق وما إلى ذلك... وفي هذا الخصوص أشارت صخري إلى أن بعض الأفراد قد يستطيعون تحدي ذلك الشعور إذا اضطروا لذلك، مثلا إذا لم يكن لهم خيار السفر إلا بتلك الوسيلة، لكن هذا لا يجعلهم يشعرون إلا بالخوف والارتباك طيلة الرحلة، إلى درجة تجدهم قد يمتنعون عن الأكل والشرب والوقوف طيلة الرحلة مهما بلغت ساعاتها، كما يمكن أن تظهر عليهم علامات أخرى، كالشعور بالغثيان، اصفرار الوجه والشعور بالإغماء، وهذا يدفع بالبعض إلى محاولة النوم لعدم التفكير في الأمور السلبية التي قد تحدث. ولا يمكن أن ننكر أن حوادث الطائرة أو الباخرة مخيفة والطائرة بدرجة أكبر، إذ إن النجاة من سقوط طائرة أضعف مقارنة بالباخرة، التي بها وسائل للنجاة بعد الحادث، هذا ما يفكر فيه أكثر المسافر عبر الطائرة، الذي يحلق في السماء على بعد آلاف الأقدام عن الأرض. والمصاب بالفوبيا لا يكفّ عن التفكير في وقوعها؛ لعدم ثقته في قائدها ولا في الطائرة نفسها. ولا يمكن القول إن هناك وسيلة نقل ليس فيها أي خطر وإنما كلها مهددة لخلل ميكانيكي أو غير ذلك، إلا أن هناك العديد من الأشخاص يشعرون بالراحة التامة في مختلفها، ولا يشتكون من وسواس يمنعهم من ركوبها. وعن الجزائريين تقول المختصة إن استشارة الطبيب في هذا الخصوص تُعد ضعيفة جدا؛ حيث لا يصنفه العديدين كمرض ويهمشون أهميته، وعلى هذا ليس لدينا إحصائيات دقيقة عن عدد الأشخاص المصابين به عندنا، مضيفة أنها خلال الثلاث السنوات الأخيرة تلقت حالة واحدة لشاب يسافر كثيرا، ثم تلقّى صدمة بعدما أوشكت طائرة من الخطوط الجوية الفرنسية الوقوع خلال سفره من الجزائر إلى باريس، ومن تلك الحادثة أصبح عنده فوبيا، إلا أنه مضطر لتخطيها بسبب عمله الذي يتطلب كثرة السفر واستعمال تلك الوسيلة، ووعيه بأهمية ذلك؛ حيث خضع للعلاج النفسي طيلة سنة؛ ما جعله يتخطى تلك الحالة المرضية.