عادت لغة التهديد والوعيد بين إيران والولايات المتحدةالأمريكية إلى الواجهة بعد إعلان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي أن بلاده ستستأنف تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عال في ظرف خمسة أيام إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي. وقال المسؤول الإيراني أمس إنه «إذا صممنا، يمكننا في غضون خمسة أيام الشروع في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة في منشأة فوردو النووية». وأضاف «نحن طبعا لا نريد القيام بذلك وبذلنا جهدا كبيرا للتوصل إلى الاتفاق النووي» المبرم بين طهران والقوى العظمى شهر جويلية 2015 بعد سلسلة طويلة من المفاوضات الشاقة. وينص الاتفاق على أن تحصر إيران أنشطتها النووية في الاستخدام السلمي بحيث لا تتجاوز نسبة التخصيب 5 بالمائة مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة عليها والتي أدخلتها في شبه عزلة دولية. ولكن مع مجيئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهض لهذا الاتفاق الموقع في عهد سابقه باراك أوباما، تغير موقف واشنطن التي أصبحت تهدد بالانسحاب منه وشرعت الإدارة الأمريكية في فرض عقوبات قضائية ومالية على إيران. ورغم أن هذه العقوبات لا علاقة لها بالأنشطة النووية الإيرانية، إلا أنها كانت كافية لتعيد التوتر بين الدولتين. وتتوافق تصريحات علي أكبر صالحي تماما مع تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي تشير إلى أن إيران جاهزة لفتح مواجه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دون التنازل عن الاتفاق النووي. وكان الرئيس روحاني قبل يومين قد أكد أولوية سياسة بلاده الخارجية الحفاظ على الاتفاق النووي الذي يرى محللون أن طهران كانت المستفيد الأول منه بعد رفع الحصار الغربي الذي فرض عليها لسنوات وألحق أضرارا باقتصادها.