اختتم وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي مساء أول أمس زيارة رسمية إلى تركيا دامت يومين استعرض خلالها مع المسؤولين الأتراك علاقات التعاون بين البلدين. وأجرى السيد مدلسي خلال زيارته محادثات على انفراد مع نظيره التركي السيد علي باباكان توسعت إلى أعضاء وفدي البلدين تم التطرق خلالها إلى تقييم شامل لعلاقات التعاون الثنائي وتبادل المعلومات حول الوضع السياسي والاقتصادي الداخلي للبلدين والمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الوزيران عن ارتياحهما ل"علاقات الصداقة والتعاون الممتازة القائمة بين الجزائر وتركيا والتي تقوم على أواصر تاريخية وثقافية بين الشعبين" . وعلى الصعيد السياسي، تطرق الطرفان إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك لاسيما المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي وتطورات الوضع في الشرق الأوسط وبالخصوص جهود الوساطة التركية بالمنطقة وتطور الوضع في قبرص. وفيما يتعلق بالاتحاد من أجل المتوسط أعرب الطرف التركي عن رغبته في "إبقاء مشاورات منتظمة مع الطرف الجزائري وتقديم مشاريع مشتركة في إطار تنفيذ برنامج عمل الاتحاد" . وبخصوص النزاع في الصحراء الغربية درس السيدان مدلسي وباباكان آخر مستجدات المسألة لاسيما "تدعيم الحق الشرعي للشعب الصحراوي في تقرير المصير المكرس في اللائحة المصادق عليها بلجنة الأممالمتحدة الرابعة". وأعرب الطرف التركي عن أمله في "أن يجد هذا النزاع حلا تحت رعاية الأممالمتحدة" مجددا "دعمه" للمفاوضات المباشرة برعاية الأممالمتحدة. من جهة أخرى أبى وزير الخارجية التركي، إلا أن يشكر الجزائر على "دعمها" لترشيح تركيا لمنصب عضو غير دائم بمجلس الأمن الأممي. واتفق الوزيران على "تعزيز" مشاوراتهما السياسية من خلال إبقاء الاتصالات المنتظمة على الصعيد الثنائي وفي إطار المنتديات الإقليمية والدولية. وفي المجال الاقتصادي، استعرض رئيسا دبلوماسية البلدين كافة مجالات التعاون الثنائي لاسيما الطاقة والنقل والتجارة والصيد البحري والصناعة وبناء المرافق الاقتصادية والاجتماعية والسياحة والمالية. واعرب السيد مدلسي عن امله في "ان يتم فتح في الجزائر وفي اقرب وقت مؤسسة مصرفية هامة ووكالة تأمين تركيتين لمرافقة المؤسسات التركية المتواجدة أكثر فأكثر في السوق الجزائرية ودعم رجال الأعمال التركيين المهتمين بالفرص التي يمنحها الاقتصاد الجزائري" . وأشار السيد مدلسي الذي أكد لنظيره التركي أن تحرير الاقتصاد في الجزائر "واقع سيستمر" إلى أن الجزائر تعتبر تركيا ك"شريك هام تنوي معه تنويع التبادلات الاقتصادية نظرا لأهمية الإمكانيات التي تتوفر عليها". وفيما يتعلق بالجانب الثقافي ابرز وزير الخارجية "أهمية" وكذا "عمق" الروابط التاريخية والثقافية القائمة بين الشعبين الجزائري والتركي". وبهذا الصدد أشار إلى أن الطرف الجزائري "مستعد لتمويل دراسة جدية في هذا المجال لتوضيح الآفاق وتثمين التراث المشترك في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتضامن بين الشعبين". وأشار الوزيران في هذا السياق إلى الأهمية التي يوليانها لانجاز البرنامج الثقافي الذي "هو قيد الاستكمال" ول"رفع" عدد المنح لفائدة طلبة البلدين. كما اتفق الوزيران على ضرورة اجتماع اللجنة المشتركة و"استكمال" خلال سنة 2009 الاتفاقات لا سيما تلك المتعلقة بالضمان الاجتماعي والصحة والصيد وكذا الاتفاق الخاص بالتعاون بين المجالس الدستورية للبلدين. وتطرق الطرفان أيضا إلى الأزمة الاقتصادية الدولية الحالية مشيرين إلى أن الجزائر وتركيا "في منأى" عن التقلبات الراهنة "وذلك بفضل سياسة الحذر المتبعة من طرف سوقيها الماليتين" . كما تم التطرق خلال هذه المحادثات إلى الجانب القنصلي وقضايا الهجرة. وخلال إقامته استقبل السيد مدلسي أيضا من طرف رئيس الدولة التركي السيد عبد الله غول التي هنأ رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكذا الشعب الجزائري على المصادقة على القانون الخاص بتعديل الدستور. وبلغ السيد مدلسي للرئيس غول "التحيات الاخوية" للرئيس بوتفليقة وكذا امله في ان يقوم الرئيس التركي بزيارة رسمية للجزائر. وقد قبل السيد غول الدعوة وأعرب عن رغبته في إجراء هذه الزيارة خلال السداسي الاول لسنة 2009 . كما استقبل رئيس الديبلوماسية الجزائرية من طرف رئيس البرلمان التركي السيد كوكسال توبتان. واعرب عن ارتياحه لمساهمة المؤسسات البرلمانية في "تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين .