وفاء لمبادئ الجزائر تجاه القارة السمراء ومبدعيها، أعلن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أول أمس، عن إطلاق جائزة «ماكيبا للإبداع الفني الإفريقي» التي تمنح سنويا في 14 سبتمبر، وتشرف عليها لجنة من المبدعين الأفارقة المتميّزين، كما تُمنح لأبناء القارة المتفردين في شتى مجالات الفن والإبداع؛ من موسيقى وسينما وغناء، مؤكّدا خلال إشرافه على افتتاح أشغال اللقاء الإفريقي للمؤلفين السينمائيين والمخرجين والمبدعين الموسيقيين، أنّ الجزائر كانت بالأمس مكة الثوار وقلعة الأحرار، وها هي اليوم عاصمة الإبداع والمبدعين الأفارقة، الذين منحوا العالم أجمل الإيقاعات التي تغنّت بالإنسانية والحرية والأمل. وقال ميهوبي إنّ الجزائر تحتضن «ولأوّل مرة» لقاء دوليا يجمع بين الكنفدرالية الدولية لشركات المؤلفين والملحنين «سيزاك» والمنظمات الإفريقية الجهوية والمتخصّصة التي تعنى بحماية حقوق المؤلّف وبترقية المبدعين في إفريقيا، بما يدلّ على قناعات مشتركة للمضيّ قدما في سبيل تعزيز حماية حقوق المؤلفين في القارة، مضيفا أنّ ما تزخر به إفريقيا من تراث ثقافي غير مادي ثري ومتنوّع، يشكّل مصدرا للإلهام بالنسبة لكثير من المبدعين والمؤلفين، الذين يتطلعون لتعزيز حماية حقوقهم والحدّ من الاستغلال غير المشروع لمؤلفاتهم، والمساهمة الفعالة في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذكّر الوزير في هذا اللقاء المنظّم من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بمسار التنمية المستدامة، والنهوض بقدراتها الصناعية والإبداعية التي انتهجتها إفريقيا، حيث جعلت من حماية الملكية الفكرية والملكية الصناعية في صلب اهتمامات الاتحاد الإفريقي وإحدى المرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا «نيباد». وتوقّف ميهوبي عند الخطوات التي حقّقتها الجزائر فيما يتعلق بحماية حقوق المؤلف، وقال إنّها تؤمن بضرورة إرساء الحماية المثلى لحقوق المؤلفين، مكرّسة حماية الملكية الفكرية ضمن أحكامها الدستورية، إلى جانب دسترة الحق في الثقافة، مشيرا إلى أنّ الجزائر جعلت من ترقية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة إحدى محاور مخطّط عمل الحكومة، وتتطلّع لتحقيق المزيد من المكاسب. من جهته، أثنى المدير العام للكنفدرالية الدولية لشركات المؤلفين والملحنين غادي شاي أورون، بالدور الذي تلعبه الجزائر في هذه الهيئة، معتبرا احتضانها هذا اللقاء الأوّل من نوعه تاريخيا وهادفا. وقال إنّ الجزائر من خلال الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، تساهم في وضع استراتيجية فعالة لحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وأنّ هذه المنظمة التي تُعد الجزائر عضوا فيها، تملك شبكة تضم 239 شركة تمثل 123 بلدا، من بينها 36 مؤسسة من 31 دولة إفريقية. وأشار إلى أنّ الكنفديرالية التي تضم 4 ملايين مبدع منخرط في مجالات الموسيقى والسينما والأدب، تعمل على ترقية دور المبدعين في المجتمع، مشيدا بالتعدد الثقافي في الجزائر التي تزخر بمبدعين في ميادين مختلفة، مثل الموسيقار محمد الطاهر الفرقاني وإيدير والشاب خالد والمخرج محمد لخضر حمينة وأحمد راشدي، خاتما تدخّله بالتأكيد على أنّ الكنفدرالية لها القدرة على أن تكون الأفضل مستقبلا، وستنجح في ذلك إفريقيّا وعالميّا. للتذكير، شارك العديد من المبدعين من مختلف البلدان الإفريقية في هذا الملتقى، مع مشاركة 40 مخرجا وممثلين عن منظمات جهوية، من بينها الفيدرالية الإفريقية للملكية الفكرية، المنظمة الجهوية للملكية الفكرية، الفيدرالية الإفريقية للمؤلفين السينمائيين واتحادية البلدان الإفريقية لكتّاب السيناريو وغيرها. وتناول هذا اللقاء العديد من المواضيع المرتبطة بحقوق المؤلف، والعوائق المتعلقة خاصة بالإنتاج والنشر في البلدان الإفريقية، فضلا عن فسح المجال للتعاون وتبادل الآراء حول أفضل التطبيقات والحلول الممكنة من أجل تنمية وتطوير هيئات التسيير الجماعي عبر القارة.