أطلقت الحركة الجمعوية لبلديتي بوزقان وإيجر التابعتين لدائرة بوقان شرق ولاية تيزي وزو، برنامجا يخص الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية، البرنامج الذي يهدف إلى التكوين لممارسة الفرز الانتقائي للنفايات على مستوى البلديتين، من شأنه حماية الطبيعة من التدهور وصحة المواطنين في ظل الرمي العشوائي للقمامة. وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي اشتد الطلب بقوة على وضع برامج الفرز الانتقائي من طرف مجموعة من البلديات التابعة لدائرة بوزقان، حيث أدى الرمي العشوائي للنفايات إلى تحول الطبيعة والمحيط إلى مفرغات عشوائية مفتوحة على الهواء. ولوضع حد لهذه الظاهرة قررت الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة، العمل على وضع برنامج عمل، يخلّص البلديات والقرى من القمامة. وأبدت كل من بلدية إيجر، بوزقان، أيلولة أومالو وآث زيكي، رغبتها في تجسيد هذا البرنامج من خلال الانضمام ووضع اليد في اليد لتحقيق الأهداف المسطرة في إطار مواجهة مشكلة النفايات المطروحة بقوة في السنوات الأخيرة بولاية تيزي وزو؛ نتيجة غياب مواقع خاصة لاستقبال النفايات من جهة، ومعارضة المواطنين لإنجاز مراكز الردم التقني للنفايات، مما حفّز المواطنين والحركة الجمعوية على التحرك لإيجاد حل يضمن تسيير النفايات المنزلية بطريقة تضمن حماية البيئة والمحيط وصحة المواطنين، بعدما تبين للبلديات سالفة الذكر، عجزها عن إيجاد حل بسبب افتقارها لإمكانيات ومؤهلات لإنجاز مهمة التنظيف. وانضم إلى هذا اللقاء الذي جمع ممثلي البلديات والحركة الجمعوية الناشطة في مجال حماية البيئة، أساتذة جامعيون اقترحوا عدة طرق بنظرة عملية، تضمن حل المشكلة عبر التكوين، حيث تم تنظيم دورات تكوينية حول "تسيير النفايات الصلبة"، والتي كانت بهدف تكوين الشباب وأعضاء الجمعيات المكلفين بتنظيم نشاطات حمل الفرز الانتقائي، وكذا المساهمة في تربية المواطنين وتشجيعهم على ممارسة عملية الفرز عند التخلص من النفايات. ويسعى القائمون على هذه المبادرة إلى خلق ظروف مواتية لانطلاق ونجاح عملية الفرز الانتقائي على مستوى قرى دائرة بوزقان، حتى تتخلص وبشكل نهائي من مشكلة النفايات المطروح منذ سنوات، خاصة بعد إقدام سكان بلدية بوزقان على إغلاق المفرغة المتواجدة بالمكان المسمى "أزغار"؛ لكونها تهدد الحياة في الطبيعة وسلامة المواطنين أمام توسعها بعد استغلالها من بلديات أخرى.