قررت المنظمة الدولية للعمل، فتح أكاديمية للشغل بالجزائر تعنى بالانشغالات الاجتماعية للمؤسسات خاصة تلك المتعلقة بالتشغيل، وطرق انتقاء العمال وضبط احتياجات المؤسسات من اليد العاملة المؤهلة، القرار كشف عنه أمس، ايريك اوشلين، كبير استشاري أنشطة أصحاب الأعمال لدى منظمة العمل الدولية الدولية لدى إشرافه على إطلاق دورة تكوينية لفائدة 50 مشاركا من رؤساء المؤسسات التابعين للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية التي وقع عليها الاختيار من قبل المنظمة لتكون أول من يستفيد من التكوين ومن يشرف عليه، علما أن المبادرة مفتوحة لكل التكتلات وتنظيمات أرباب العمل بالجزائر دون استثناء. إيريك اوشلين، وفي تصريح خص به "المساء" أكد أن المنظمة تبحث حاليا أهم القوانين والنصوص التنظيمية التي تسمح بفتح "أكاديمية اجتماعية" خاصة بأرباب العمل بالجزائر، وتستهدف بشكل خاص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتوقع أن يرتفع عددها مستقبلا، مؤكدا أن المشروع سيتم تسييره بالشراكة مع الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية باعتبارها عنصرا نشطا في المنظمة الدولية للعمل وعضوا في مجلس إدارتها والممثل الوحيد للجزائر، وهو ما تؤكده رئيسة الكنفدرالية التي قالت إنها بذلت جهودا لتمكين الجزائر من هذا التكوين الذي سيعود بالفائدة على المؤسسة الجزائرية ومسيريها وكذا سوق الشغل بشكل عام. المتحدث أشار إلى أن مشروع الأكاديمية مستلهم من نماذج تم تجسيدها في بعض الدول الإفريقية على غرار المغرب وجنوب إفريقيا وأخرى بأوروبا، وستشكل دفعا قويا لسوق الشغل وأرباب العمل الذين غالبا ما يقعون في أخطاء جراء سوء انتقاء اليد العاملة أو سوء معرفة احتياجاتهم ما يوقعهم في فخ نقص اليد العاملة المؤهلة وسوء التسيير، ومن هنا جاءت فكرة الدورة التكوينية التي تعنى بمحورين أساسيين وهما تسيير الموارد البشرية والتسيير الإداري للمؤسسة كمحور أول في انتظار تحديد وتطوير محاور أخرى يمكن معالجتها وتخصيص دورات تكوينية فيها لاحقا. وينظم المكتب الدولي للعمل مثل هذه الدورات بشكل دوري كل سنة بدول عدة، وتم لهذا العام اختيار الجزائر لتنظيم الدورة التي أسند إشرافها وتسييرها لكنفدرالية سعيدة نغزة، التي وجهت دعوة لكل الجمعيات وكنفدراليات أرباب العمل بالجزائر للمشاركة والاستفادة من التكوين الذي يشرف عليه خبراء ومستشارون دوليون من المنظمة التي تهتم بتطوير المؤسسة ومنها العمالة المؤهلة في جميع القطاعات الخلاقة للشغل. ويشارك نحو 50 رئيس مكتب تابع للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية مرفقين بمسؤولين وإطارات مكلفة بالموارد البشرية والتسيير الإداري في الدورة التكوينية التي خصها المكتب الدولي للعمل للمؤسسات الجزائرية الخاصة، الدورة التي تنظم بالشراكة مع كنفدرالية سعيدة نغزة، جاءت لتعالج واحدة من أهم الإشكاليات التي تعانيها المؤسسة الجزائرية سواء العمومية منها أو الخاصة والتي سبق أن رفعها مكتب المنظمة في الجزائر بعد تحقيق أجراه في وقت سابق. ويتمحور موضوع الندوة حول تكوين إطارات المؤسسة المكلفين بتسيير الموارد البشرية وكذا التسيير الإداري، وهما من أهم النقاط التي تسهم في تطوير المؤسسة والرفع من مردوديتها، ووقع اختيار المنظمة الدولية للعمل على الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية بالنظر إلى تمثيلها الدولي القوي وتواجدها في عديد التكتلات والتنظيمات الإقليمية والجهوية، بالاضافة إلى دبلوماسيتها القوية التي مكّنتها من إقناع مسؤولي المنظمة بضرورة تمكين الجزائري من مثل هذه التكوينات التي تندرج في إطار الشراكة بين المنظمة والكنفدرالية. الدورة التكوينية سطر لها برنامج مكثف ورصد لها غلاف مالي تتكفل بتغطيته المنظمة الدولية للعمل، علما أن التكوين لن يكون حكرا على كنفدرالية سعيدة نغزة، وحدها بل هو مفتوح لكل النقابات وأرباب العمل ورؤساء المؤسسات المهتمين، بالمقابل ستكون الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية المشرف العام على الدورات التكوينية اللاحقة التي دعيت إليها كل التنظيمات والكنفدرالية بما فيها كنفدرالية أرباب العمل ومنتدى رؤساء المؤسسات والجمعيات المهنية المتخصصة وذلك تعميما للفائدة.