تشارك دار النشر «الشهاب» بخمسة إصدارات حديثة وثلاث كتب منقحة في الطبعة الواحدة والعشرين للصالون الدولي للكتاب، بين الرواية، الدراسة، التاريخ والكتاب الجميل. في هذا السياق، نشرت الشهاب الرواية الأخيرة للكاتب والفنان التشكيلي جودت قسومة، بعنوان «قبانية»، التي تدور أحداثها في منطقة من مدار السرطان إلى شمال كوبا، مرورا بجنوب الجزائر، استعمل فيها الكاتب صيغة المخاطب، ومزج فيها بين الحب والجغرافيا، حب ولد في كوبا وعاش شكوكه في الجزائر. كما تساءل الكاتب عن مصير ثوراتنا، مستعملا في ذلك الذاكرة واللحظة، في زمن تراقصت أنغام كوبية وأخرى من طابع الشعبي. رواية أخرى عن نفس الدار، تشارك في الصالون، بعنوان «الفتوى» للكاتب مصطفى بوشارب، الذي فاز فيها بجائزة «محمد ديب» لسنة 2016، يحكي فيها قصة صحفية سعودية تخطت المحظور من خلال سياقتها لسيارة في المملكة، ووجدت نفسها في خضم الصراع بين والدها رجل الأعمال الشهير وزعيم تيار متشدد، في المقابل تدخل في الصراع شخصية ثالثة متمثلة في شاب مهندس فر من منطقة الميزاب خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، ووقع في غرام الصحفية. تشارك الدار أيضا بدراسة تحت عنوان «علاقتنا بالعالم» لأمين خان، تساءل فيها عن معنى العولمة، بين تعريف مناصريها كونها حاضنة للحريات ومشجعة لكل التقدم الاقتصادي، وتأكيد مناهضيها بأنها قاتلة للهويات وجاحفة لحقوق الأقليات. أما فيما يخص كتب التاريخ، فقد شارك ناصر الدين آيت مختار وجيزالا قوتنر في تأليف كتاب «حرب الجزائر في فرنسا 1956-1962، ذاكرات وكفاحات»، لسد الفراغ المتعلق بندرة الكتابات حول فيديرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا لجبهة التحرير الوطني، وأهمية المشاركة في حفظ الذاكرة التاريخية، لتسليط الضوء على كفاح نساء ورجال من أجل الظفر بالحرية. واعتبرت جيزالا أن كفاحها بجانب زوجها تحت لواء الفيديرالية، دفعها للتأليف رغم أنها غير متخصصة في التاريخ، لكن شهادتها مع زوجها ستكون إضافة أكيدة للأرشيف الوطني. في إطار الكتاب الفخم، صدر لنور الدين نصروش، كتاب «قسنطينة: ذاكرة، تراث وعشق»، كتبه في شكل رحلة عبر أزقة هذه المدينة الأثرية التي يعود تاريخها على الأقل إلى ألفي سنة، كما تطرق إلى الشخصيات التي عاشت فيها أو تلك التي كتبت عنها، كيف لا وهي المدينة التي احتضنت العديد من الثقافات والهويات. في المقابل، تشارك الشهاب أيضا بطبعات منقحة لثلاث إصدارات، وهي: «الرسم البياني للرعب: دراسة حول الأدب الجزائري 1990-2000» لرشيد مختاري، عاد فيه هذا الأخير إلى مؤسسي الأدب الجزائري في الفترة الاستعمارية من مولود فرعون، محمد ديب، مولود معمري، كاتب ياسين، آسيا جبار، كما تطرق أيضا إلى الكّتاب الذين برزوا في العشرية السوداء، مثل طاهر جاوت، رشيد ميموني، مصطفى بن فوضيل وآخرون. كما تناول في مؤلفه هذا، تحليل للإنتاج الأدبي للثلاثين سنة الأخيرة، متسائلا عن مفهوم «الكتابة الاستعجالية». كتاب آخر لرشيد مختاري بعنوان «شيخ الحسناوي، صوت التجوال»، ذكر فيه حياة الشيخ وأهم محطات حياته الشخصية وكذا المهنية، حيث انطلق الشيخ في مساره الفني سنة 1937 بفرنسا، فكان بحق صوت المغتربين، من خلال الغناء بصدق عن معاناتهم باللغتين العربية والأمازيغية. ثالث إصدار منقح للدار هو «الصحفيون الجزائريون، 1988-1998: كرنو لجية سنوات الأمل والرعب» للزهر لبتر، تطرق فيه إلى سنوات الجحيم التي عاشها الصحفيون حينما كانوا يغتالون في سنوات الإرهاب، وهي الفترة التي عرفت مقتل أكثر من مائة صحفي وعامل في قطاع الإعلام، بداية بمقتل طاهر جاوت في 26 ماي 1993. وقد عبرّ لزهر لبتر عن مأساة هذه الفترة التي عايشها بكل عمق.