تحتضن دار الثقافة ''مولود معمري'' بولاية تيزي وزو ابتداء من الخامس والعشرين ماي الجاري وإلى غاية السابع والعشرين منه ملتقى حول حياة وأعمال الكاتب الطاهر جاوت، تحت شعار ''الكلمة كالرصاصة إذا خرجت فلا رجعة لها''، من تنظيم الجمعية الثقافية ''توسنا'' بالتنسيق مع مديرية الثقافة لتيزي وزو. سطّر القائمون على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية برنامجا ثريا، وينتظر أن يشرف على افتتاحه كلّ من مدير الثقافة لتيزي وزو الهادي ولد علي رفقة ابنة الراحل كنزة، على أن يستهل الملتقى بتنظيم معرض يتناول حياة ومسيرة هذا الكاتب الصحفي الذي أفنى حياته في خدمة الآداب وسيضم المعرض كتبا وصور إضافة إلى الأغراض الشخصية للكاتب. وسيتخلّل البرنامج إلقاء جملة من المحاضرات بدار الثقافة ''مولود معمري'' من بينها مداخلة الصحافي عبد الكريم جعاد حول ''الطاهر جاوت، الصحافي والصديق''، فيما تتمحور التي ينشطها السيد جيلالي خلاص حول ''الطاهر جاوت، في بحث عن الأجداد'' وغيرها من المداخلات التي ينتظر أن تثري فعاليات هذا الملتقى الذي خصّص لرجل رحل قبل الأوان تاركا للتاريخ رصيدا أدبيا كبيرا مكتوبا بلغة فولتير وباللغة الأمازيغية بعدما قام الراحل جاوت بترجمتها، كما برمج عرض فيلم يحمل عنوان ''الحبر والحرية'' للمخرج حسين رجلة. لتختتم فعاليات هذا الملتقى الذي نظم موازاة مع إحياء الذكرى السابعة عشر لرحيل الكاتب والصحفي، بالتنقل إلى مسقط رأس الكاتب لوضع باقة من الزهور على قبره بقرية أولخو، التي أنجبت رجلا عظيما وكاتبا يعدّ مفخرة للجزائر وللكتّاب الجزائريين. ولد الكاتب والصحفي الطاهر جاوت بتاريخ 11 جانفي 1954 بقرية أولخو ببلدية آيت شافع الواقعة بدائرة ازفون، أنهى مشواره الدراسي سنة 1971 بثانوية ''عقبة'' بالعاصمة ليتحصّل سنة 1974 على شهادة ليسانس في الرياضيات بجامعة الجزائر حيث كانت له الفرصة للاحتكاك بالشاعر حميد تيبوش. بدأ الكاتب النقد في يومية ''المجاهد'' خلال الفترة الممتدة بين 1976 و,1977 ليتوجّه فيما بعد لأداء واجب الخدمة الوطنية وبعد انتهائه منها عاد إلى يومية ''المجاهد''، ومن سنة 1980 إلى غاية 1984 شغل منصب رئيس القسم الثقافي بجريدة ''الجيري اكتواليتي''، إذ كان يكتب عدّة مقالات يتناول فيها رجالا ونساء صنعوا مجد الفن وارتقوا به إلى أعلى المراتب في ميدان الفن التشكيلي، أمثال باية، محمد خدة، دونيس مارتيناز، حميد تيبوش وغيرهم، بالإضافة إلى عدّة كتّاب جزائريين أمثال جون عمروش، مولود فرعون، مولود معمري، محمد ديب ويوسف سبتي وغيرهم. في سنة 1985 تحصّل جاوت على منحة لمتابعة دراسته بباريس في مجال علوم الإعلام، وخلال عودته سنة 1987 عاود الاتصال بجريدة ''الجيري اكتواليتي''، وأخذ الكاتب وبفعل الأحداث الدولية والوطنية يتأثّر ويظهر ميله للجانب السياسي، ليغادر الجريدة سنة ,1992 لينشئ رفقة بعض رفاقه القدماء أسبوعية ''القطيعة'' حيث أصبح مديرا للتحرير وصدر أوّل عدد في 16 جانفي ,1993 وبتاريخ 26 ماي 1993 تعرّض لمحاولة اغتيال وتوفى على إثرها يوم 2جوان 1993تاركا رصيدا أدبيا كبيرا، ومن بين أهم إصداراته ''الباحثون عن العظام''، ''اختراع الصحراء'' ,1984 ورواية ''منزوع الملكية'' وغيرها من الأعمال الأدبية المختلفة التي تعدّ ركيزة الجيل الناشئ من الأدباء ومنبعا للبحث والمعرفة، إضافة إلى مقولته المشهورة ''الكلمة كالرصاصة إذا خرجت فلا عودة لها''.