تحيي مديرية الثقافة لتيزي وزو ولجنة النشاطات الثقافية والفنية للولاية بالتنسيق مع بلدية آيت شافع بأزفون، ذكرى الراحل الكاتب الصحفي طاهر جاوت صاحب مقولة “الكلمة كالرصاصة إذا انطلقت فلا عودة لها”، الذي يعود هذا السبت إلى مسقط رأسه، حيث سقط ضحية الإرهاب قبل عقدين من الزمن. وسطّر القائمون على تنظيم برنامج إحياء الذكرى الذي تحتضنه دار الثقافة مولود معمري، جملة من النشاطات التي تستحضر فيها الولاية ابنها الراحل طاهر جاوت، من خلال عرض الكتب والصور والأغراض الشخصية للكاتب، حيث تُفتتح التظاهرة بتدشين معرض حول حياة ومسيرة الراحل بأزقة دار الثقافة. وسيطّلع زوار المعرض على هذا الرجل، ولكي يعرف الجيل الصاعد قيمة من ضحوا بأرواحهم من أجل إعلاء كلمة الحق، وحتى لا ينسى الجميع أحد أبرز الأقلام الجزائرية التي واجهت لغة الرصاص والتقتيل بلغة العقل والحبر، متبوع ببيع بالإهداء. وسيتم بالمناسبة تقديم شهادات حول طاهر جاوت الإنسان، يقدّمها أصدقاؤه، زملاؤه وعائلته، “طاهر جاوت الشاعر” بتقديم قراءات شعرية من طرف الجمعية الثقافية “يوسف أوقاسي” التابعة لتميزار، “طاهر جاوت الكاتب” بقراءة نصوصه من طرف طلبة قسم اللغة الفرنسية التابعة لجامعة مولود معمري”، طاهر جاوت الصحافي، وذلك بالتطرق إلى محاضرة تحمل عنوان “طاهر جاوت بين الصحافة والآداب”. وسيتم تنظيم مسابقة في الكتابة تحمل عنوان “ماذا تعرف عن طاهر جاوت” مع جمعية نشاطات شباب معاتقة وبوغني. وككل ذكرى، ينتقل منظمو التظاهرة إلى قرية أولخو الواقعة بأزفون مسقط رأس الراحل، لوضع باقة من الزهور؛ ترحما على روحه، متبوعا بعرض فيلم وثائقي من أرشيف التلفزة الوطنية حول حياة ومسيرة الرجل الذي درس الرياضيات وجمع بين الأدب والصحافة لكنه رحل قبل الأوان، ليترك للتاريخ رصيدا أدبيا كبيرا مكتوبا بلغة “فولتير”، لكنه يخبّئ للقراء أفكارا وتجارب باللغة الأمازيغية، والتي ترجمها الراحل “جاوت” من لغته إلى لغة كتابته. يُذكر أن طاهر جاوت الذي تعرّض لمحاولة اغتيال يوم 26 ماي 1993 وتوفي على إثرها يوم 2 جوان 1993، ترك رصيدا أدبيا كبيرا، ومن بين أهم إصداراته “الباحثون عن العظام”، و«انقلاب شائك”، وهو عبارة عن ديوان شعري ألّفه سنة 1974، “العصفور المدني “ ورواية “منزوع الملكية” وغيرها.