أكد المشاركون في الملتقى الوطني الخامس عشر للجراحة بالمنظار الذي احتضنته البليدة مؤخرا، على ضرورة تعميم هذه التقنية في مختلف التخصّصات وعبر كامل المؤسسات الاستئفائية بمختلف مناطق الوطن، لما لها من إيجابيات وفوائد. في هذا الصدد، شدد البروفيسور بوزيد عداد رئيس الجمعية الجزائرية للجراحة بالمنظار، الجهة المنظمة للملتقى، على ضرورة تعميم هذه التقنية الحديثة لدى الجراحين الجزائريين في مختلف التخصّصات، لما لها من إيجابيات سواء بالنسبة للمريض أو فيما يخصّ الجانب الاقتصادي. وأضاف أن هذا النوع من الجراحة بدأ يتّجه تدريجيا نحو تعويض الجراحة الكلاسيكية، نظرا للأثر الجمالي لها، حيث لا تترك ندبات ما بعد الجراحة، بالإضافة إلى أن المريض لا يتعرض لخطر التهاب الجرح، مثلما هو الحال بالنسبة لمن يخضع للجراحة الكلاسيكية. كما أنّ مدة العملية الجراحية تكون قصيرة، وكذلك العطلة المرضية للمريض، حيث يستطيع استئناف عمله في وقت قصير، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد. تعد الجراحة بالمنظار أحسن طريقة لتعليم الجراحة للأطباء الشباب، لأن الجراحة تتم على شاشة حاسوب وباستعمال آلة الكاميرا، ويكون باستطاعة الجراح شرح العملية لجميع الطلبة بأريحية وبدون استثناء، وكشف المتحدث أن جمعيته التي تنشط أيضا في مجال التكوين، قامت بتكوين أكثر من 500 جراح في تقنية الجراحة بالمنظار، ويقومون بدورهم بتكوين الأطباء الشباب في مختلف التخصصات، مؤكدا أن هذه التقنية أصبحت حتمية بالنسبة للأطباء الجراحين، لاسيما أنها أضحت كثيرة الطلب من طرف المرضى. بدوره، قال عميد كلية الطب بالبليدة، البروفيسور محند السعيد أوكيد، أنّ هذه الجراحة التي انطلقت في الجزائر منذ حوالي 20 سنة ما زالت حديثة، رغم ممارستها في معظم المستشفيات الجزائرية، مشيرا إلى تسجيل نقص في المختصين في الجراحة بالمنظار في الولايات الداخلية والجنوبية، لهذا سيتم مستقبلا توجيه جراحي هذه المستشفيات نحو هذا التخصص، حيث قامت في هذا الصدد عدة فرق طبية بالتوجه نحو الجلفة وإليزي وبشار وغيرها لتكوين الأطباء وإجراء عمليات جراحية بالمنظار للمرضى. ولفت إلى أن هذا التخصص الجراحي يسجّل نقصا كبيرا أيضا خلال الاستعجالات الليلية، حيث تسجل المستشفيات صعوبات كبيرة في ممارسة هذه الجراحة ليلا، لهذا يجب إعادة تنظيم الأطقم الطبية وتوجيهها في هذا الشأن.