كشف الدكتور كمال حايل، أستاذ مساعد بالجراحة العامة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، عن مشاركة طاقم طبي جزائري أيام 21 و22 جانفي الجاري في أشغال الأيام الدراسية السنوية الطبية المنظمة من قبل الجمعية الفرنسية للجراحة بالمنظار. وأوضح الدكتور أن مشاركة الجزائر تندرج ضمن عملية التكوين المتواصل للأطباء والاستفادة من الخبرة الفرنسية في مجال الجراحة بالمنظار. صرح الدكتور حايل، غداة انتهاء أشغال المؤتمر، أن عمليات الجراحة بالمنظار عرفت تطورا كبيرا في الجزائر، حيث تحاول في كل مرة مسايرة أحدث التقنيات المتوفرة على الساحة الطبية الدولية، بالرغم من العوائق التي تواجهها لبلوغ مرحلة التعميم على باقي التخصصات الجراحية الأخرى وعبر جميع المراكز والمصالح الجراحية بمختلف مستشفيات الوطن. نقص التكوين يحد من انتشارها إن إجراء العمليات بالمنظار إذا ما قورن مع السنوات السابقة، عرف انتشارا كبيرا في مختلف المراكز الاستشفائية، مؤكدا أن الدولة قد وفرت جميع الوسائل والتجهيزات اللازمة إلا أن المشكل الذي يطرح نفسه على الساحة، يتمثل أساسا في قلة التكوين والخبرة لدى الأطباء، حيث ينحصر التكوين على مستوى المراكز والمستشفيات الكبرى، فتجد هذه الأخيرة نفسها عاجزة عن توفير نوعية جيدة من التكوين التطبيقي لكافة الراغبين في تلقيه، نظرا لارتفاع عدد المرضى الطالبين للخضوع للجراحة العامة باستعمال تقنية المنظار، ما يجعل الأساتذة المشرفين على عملية التكوين في وضعية حرجة لا تمنعهم من الوقوف على تلبية الطرفين في نفس الوقت. وفي ذات السياق، أضاف الدكتور كمال حايل، أن الجراحة بالمنظار كانت عبارة عن تقنية وحسب أي بمكن للطبيب الجراح ألا يتكون عليها، لكن في السنوات الأخيرة تم إدراجها كوحدة تعليمية إجبارية ضمن المناهج الدراسية لطلبة الطب عبر مختلف كليات الوطن، فيتلقى الطالب الدروس النظرية. وأوضح ذات المتحدث أن الجراحة بالمنظار تساير مختلف التطورات التقنية والأساليب الجديدة على مستوى العالم، غير أنها تواجه إشكالية نقص اللوازم الجراحية المستخدمة فيها باعتبارها جد مكلفة، ما يفسر ارتفاع تكلفة إجراء مثل هذه العلميات دلى القطاع الخاص. وبخصوص نجاح العمليات على مستوى قسم الجراحة العاملة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، قال الدكتور إنها جد ناجحة، وراح يعدد مزاياها انطلاقا من ربح الوقت وتقليل المدة التي يقضيها سواء المريض أو الطاقم الجراحي في غرفة العمليات، وتقلل من فرص إن لم نقل تقضي على جميع إمكانيات تعرض المريض إلى التعفنات كما هو حال الجراحة العادية. كما أن المريض يغادر في حالات الجراحة البسيطة المستشفى بعد مرور 24 ساعة فقط من خضوعه للجراحة، بالإضافة إلى مزاياها التجميلية فهي لا تترك آثارا أو ندبات على جسم الإنسان، فلا يتعدى حجم الجرح 5 مليمتر. وكشف في ذات الإطار أن مصلحته تجري من 2 إلى 3 عمليات جراحية بالمنظار يوميا بالنسبة لعمليات المرارة الصفراوية. وقال ذات المتحدث إن الإقبال على هذا النوع من الجراحة زاد في السنتين الأخيرتين، وأرجع الفضل في ذلك إلى الحملات الإعلامية التحسيسية والنتائج الجيدة المحققة في الميدان، خاصة مع ما تشيعه وسائل الاتصال الفضائية من مزايا عن هذه التقنية كاسترجاع المريض نشاطه بسرعة وبالتالي اندماجه في الحياة الاجتماعية بسرعة. وقال الدكتور إن الجراحة العامة ستزول مع مرور الوقت إذا ما تم تعميم الجراحة بالمنظار عبر كافة التخصصات. الجراحة بالمنظار لم تجد مكانتها في الجراحة الصدرية من جهته وفي ذات السياق، كشف الدكتور لعريبي أستاذ مساعد في قسم الجراحة الصدرية، أن الجراحة بالمنظار لم تتمكن من افتكاك مكانتها في هذا التخصص الجراحي، وأرجع السبب إلى نقص التكوين والخبرة بالرغم من وجود الجهاز الخاص بهذا النوع من العمليات على مستوى المصلحة منذ سنة ,2000 وكان من المقرر الشروع في تلك السنة في استعماله في عمليات الكيس المائي، وفي تشخيص الأورام المتقدمة والمتطورة حيث يستخدم الجهاز لاستقطاع كمية من الورم وإخضاعه للفحص المخبري البيولوجي.