سجلت عدة مناطق بولاية تيارت في الآونة الأخيرة، خاصة المناطق السهبية وشبه السهبية، كدائرة عين كرمس والسوقر وأجزاء من قصر الشلالة، انتشارا كبيرا ومذهلا لجرذان الحقول عبر المناطق الفلاحية والسهبية الرعوية. وقد أرجع المختصون على مستوى مفتشية النبات بمديرية المصالح الفلاحية لولاية تيارت ذلك إلى غياب الأمطار منذ عدة شهور، مما ساهم آليا في تكاثر الجرذان وانتشارها عبر الحقول والمناطق الرعوية السهبية، بحيث أن عددا كبيرا يغزو تلك المناطق، في ظل عجز المصالح المعنية عن إيجاد الحل الذي يكمن حسبهم في تساقط الأمطار الغائبة عن كل الولاية منذ أشهر طويلة، خاصة أن موسم الحرث والبذر تعطل هو الآخر بسبب غياب الأمطار. وفي سياق متصل، فإن المصالح الفلاحية والصحية في حالة تأهب قصوى في هذه الأيام، من خلال تنظيم حملة لإبادة جرذان الحقول بالمواد الكيميائية، لما له من خطورة على الصحة العمومية وتسببها في مرض لشمانيا الجلدية، أو ما يعرف بمسمار بسكرة، بحيث أن الجرذان هي المتسبب فيه من خلاله نقله منها عن طريق الحشرات إلى الإنسان. تجدر الإشارة إلى أن آلاف الهكتارات في ولاية تيارت، خاصة السهبية الرعوية التي تتربع على 70 بالمائة من مساحة الولاية، تبقى عرضة لتفشي ظاهرة انتشار جرذان الحقول، فيما يبقى الأمل بما ستجود به السماء للقضاء عليها، وتسهيل مباشرة عملية الحرث والبذر التي تأخرت عن موعدها بسبب غياب الأمطار.