أعلنت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية أمس، عن الشروع في تنظيم الطبعة الثانية لمسابقة «المرأة تنشئ». وأكدت أن الطبعة الجديدة ستكون متميزة عن سابقتها التي عرفت مشاركة 144 امرأة، وتُوجت خلالها الفائزات من النسوة المقاولات بجوائز قيّمة نظير مجهوداتهن في التنمية الاقتصادية، كاشفة بالمناسبة أن النساء الريفيات يمثلن 63 بالمائة من مجموع المستفيدين من القروض المصغرة التي تقدر ب 800 ألف مستفيد. وزيرة التضامن الوطني أكدت لدى إشرافها رفقة وزير الفلاحة والصيد البحري عبد القادر بوعزقي على افتتاح أشغال اليوم الإعلامي حول المرأة الريفية بالمركز الوطني لتكوين المستخدمين المتخصص ببئر خادم، أن هذا اللقاء المنظم تحت شعار «المرأة الريفية، مكاسب، تحديات الواقع وصياغة المستقبل»، يهدف إلى تثمين جهود المتدخلين الاجتماعيين في مجال ترقية المرأة الريفية ومرافقتها، معتبرة 15 أكتوبر من كل سنة، محطة هامة لاستخلاص التجارب والدروس واستدراك النقائص للنهوض بالتنمية الريفية؛ باعتبارها الداعم الأساس لنشاطات الصناعات التحويلية وتربية الحيوانات والحرف. وكشفت بالمناسبة عن التحضير لإنشاء شبكة وطنية لهذه المهن وفق المجالات والفروع، لتكون بمثابة أرضية تجمع المقاولين في مجال النشاط المصغر، وتساهم في الترويج للمنتوجات والخدمات التي يقدمونها، مع تعزيز التنسيق بين المقاولين لتبادل التجارب والخبرات، خاصة في مجال التسويق. ولفتت الوزيرة إلى أن الحديث عن النساء الريفيات من خلال تمكينهن اقتصاديا، يرتبط دائما بالأمن الغذائي الذي لا يتحقق، حسبها، «إلا عبر المؤسسات المنشأة عن طريق الوكالة الوطنية لتسيير القروض المصغرة، والتي تساهم بدرجة كبيرة في احتواء نشاط المرأة الريفية من خلال الآليات التي توفرها لمرافقتهن»، مقدّرة نسبة استفادة النساء الريفيات من هذه الآليات ب 63 بالمائة من مجموع المستفيدين من القروض المصغرة والمقدر ب 800 ألف مستفيد. في نفس السياق أبرزت الوزيرة أهمية المخطط الوطني لترقية المرأة الريفية 2015 2019 الذي يعد، حسبها، بمثابة رهان يستهدف التكفل بكل انشغالات المرأة الريفية وتحسين ظروفها الاجتماعية والاقتصادية، لا سيما عبر تجسيد محاوره المتعلقة بالتوعية والتحسيس وترقية وتعزيز القدرات والمرافقة في بلورة المشاريع. وأشارت في هذا الصدد إلى أن الأرقام المسجلة خلال الفترة 2012 2017 تعكس الحركة الاجتماعية للمرأة الريفية، حيث تم إحصاء 143885 امرأة مستفيدة من قروض الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، وساهمت بذلك في إنشاء 215157 منصب شغل دائم. من جهته، أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي في مداخلته، أن المرأة الريفية «كانت ولاتزال تساهم في تفعيل عجلة التنمية الاقتصادية من خلال مشاركتها في الإنتاج وتواجدها في مختلف الأنشطة»، مشيرا إلى أن وزارة الفلاحة التي تحرص على تجسيد مبدأ العدالة الاجتماعية من خلال مرافقة المرأة الريفية، قامت بإدماج هذه الفئة في مختلف المشاريع التنموية للقطاع. وذكّر في هذا الخصوص باستفادة العديد من النساء الريفيات من دورات تكوينية، أتاحت لهن فرص الاستفادة من مشاريع مصغرة، حيث تمكنت هذه الفئة من تجسيد 35 بالمائة من مجموع المشاريع الفلاحية المقدرة ب 60204 مشاريع؛ أي ما يمثل 20972 مشروعا، فضلا عن تكوين ما يزيد عن 200 مرشدة واستشارية فلاحية على مستوى كل من المصالح الفلاحية والغرف الفلاحية ومحافظات حماية الغابات في إطار برنامج تعزيز القدرات البشرية. وأشار الوزير في سياق متصل، إلى أن الخطوات التصاعدية التي قطعتها المرأة الريفية ساعدتها على الاندماج السريع في مختلف الأنشطة الفلاحية والبرامج التنموية المسطرة، ما ساهم في رفع عدد الفلاحات الحائزات على بطاقة الفلاح إلى نحو 51538 امرأة فلاحة سنة 2015، مقابل 31702 فلاحة في 2012. كما أنشأت أجهزة وزارة الفلاحة والتمنية الريفية من خلال تنفيذها البرنامج الوطني التكميلي المتضمن الوحدات العائلية لتربية الحيوانات حسب الوزير، 10 آلاف وحدة عبر 30 ولاية من الوطن، استفاد منها 9348 شخصا، من بينهم 252 امرأة. للإشارة، عرف اليوم الإعلامي حول المرأة الريفية مشاركة أعضاء اللجنة الوطنية القطاعية المشتركة، المكلفة بترقية المرأة الريفية. وتمثلت محاور اللقاء في محور المرأة الريفية في قلب التنمية ومحور تمكين المرأة الريفية من المشاريع المصغرة.