اعتبر وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس، إحياء الذكرى ال56 لأحداث 17 أكتوبر 1961 «عودة إلى الذاكرة التاريخية لأبناء الجزائر في الخارج»، مشيرا إلى أن هذا التاريخ حمل أبعادا نضالية وثورية عظيمة لكل الجزائريين في المهجر الذين قاموا بواجبهم إزاء الثورة والتزموا بالتعريف بالقضية الوطنية عبر العالم. وأوضح الوزير في كلمة ألقاها خلال التاريخية التي انتظمت بقاعة المحاضرات «ميلود طاهري» بمدينة سوق أهراس التي احتضنت الاحتفالات الرسمية بذكرى أكتوبر 1961 بأن إحياء هذه الذكرى التاريخية من الكفاح السياسي والعسكري للشعب الجزائري هو «رسالة لاستدامة نضالات الشعب ورسالة نوفمبر 1954 التي تبلغ إلى الأجيال الناشئة، مشيرا إلى أن تلك المظاهرات كانت تعبيرا صادقا، على وعي الشعب الجزائري وتلاحمه وتماسكه ضد الهيمنة الاستعمارية، التي حاولت بالحديد والنار طمس مقوماته وإخماد وطنيته»، قبل أن يضيف «لكن هذه الهيمنة لم تفلح في ذلك لأن إيمان الشعب الجزائري بقضيته العادلة كان ضاربا في تاريخه ومستنبطا من عقيدة أجداده». كما لفت زيتوني إلى أن تلك المظاهرات التي كانت بمثابة دفع قوي للثورة خارج حدودها الإقليمية، برهنت على مدى قوة الترابط العفوي بين أبناء الجزائر في الداخل والخارج وعكست مدى وعي ونضج الجالية الجزائرية المهاجرة بمصير وطنها، مضيفا بأن تلك المظاهرات أظهرت للعالم مدى بشاعة الاستعمار الفرنسي ووحشيته في استعمال كل أساليب القمع ضد الشعب الجزائري «وكانت شاهدة على تلاحم الأمة الجزائرية». في سياق متصل، اعتبر الوزير الحديث عن تلك المظاهرات، «هو الحديث عن المعنى الحقيقي للملاحم البطولية التي قدمها الشعب الجزائري، خارج الوطن فخرجوا شيبا وشبابا ونساء ورجالا وأطفالا عزل، قدموا من مدن مختلفة وأحياء فقيرة بباريس من أجل الدفاع عن حريتهم فواجهتهم أيادي السفاحين سواء قتلا بالرصاص أو بالإلقاء في نهر السين الفرنسي الذي تغير لونه باختلاط مياهه بدماء الشهداء». للإشارة، فقد استهل وزير المجاهدين البرنامج الاحتفالي بالذكرى 56 لأحداث 17 أكتوبر بولاية سوق أهراس بإشرافه أول أمس على وضع حجر الأساس لمجمع مدرسي بمخطط شغل الأراضي رقم 10 بعاصمة الولاية وإطلاق أسماء عدد من المجاهدين الراحلين على 3 إقامات جامعية، فضلا عن زيارة أرملة الشهيد السعيد كافي السيدة نوة بنت الطاهر وزيارة المجاهد بن سلطان محمد والمجاهد الطيب سديرة إلى جانب إطلاعه على مختلف أجنحة متحف المجاهد بالمدينة.