ما يزال اللباس التقليدي لولاية بسكرة يحافظ على روح الأصالة وبصمات حضارة الزيبان.. ومازال ينتقل من جيل إلى آخر متجاوزا تأثير الأزمان بتصاميم تمتزج بلمسات عصرية دون أن تذوب فيها.. ويبقى البرنوس بألوانه ورموزه أهم شاهد على أصالة المنطقة، حيث أنه يمثل قبل كل شيء التراث والانتماء للولاية. يعد البرنوس من الألبسة التقليدية التي تشتهر بها عدة مناطق من أرجاء الوطن، فمع تعاقب السنين تحول إلى ثوب مخصص للأعراس والمناسبات الاجتماعية، غير أنه ظل على الدوام سفيرا للخصوصيات الثقافية التي تختلف من منطقة إلى أخرى. وإذا كان تصميم البرنوس يعتمد غالبا على قماش الحرير في العديد من ولايات الوطن، فإن البرنوس البسكري على خلاف ذلك يصنع من الصوف. وعن ذلك تقول الحرفية عرافة جوامع التي التقتها" المساء" لدى زيارتها لمعرض الصناعة التقليدية بالمركب التاريخي للولاية السادسة(بسكرة) : "إن أهم خصوصية تميز برنوس بسكرة هي أنه يصنع من الصوف ويطرز بالصوف وعلى قماش الصوف .. والاهتمام بصناعته ضرورة للحفاظ على الأصالة وإحياء التراث وسط الأجيال القادمة، خاصة وأن موضة العصر وظهور الآلات أدى إلى تراجع الاهتمام بالعمل اليدوي". ويبرز عادة برنوس بسكرة بألوان تقليدية، حيث يصبح البني المتدرج سيد الألوان عندما يتعلق الأمر بصناعة هذا اللباس التقليدي، وهو لون يرمز إلى الرمل. كما لا تخرج أشكاله عن قاعدة التعبير عن ما يرمز إلى بسكرة. وإضافة إلى ذلك يحمل إسقاطات تختلف باختلاف الأذواق الفنية للحرفيين، حسب نفس المصدر. ويرتدي الرجال والنساء على حد سواء البرنوس في المناسبات. كما لايزال ارتداؤه تقليدا متوارثا في وسط العرسان والعرائس، إذ يتميز البرنوس الرجالي بالشريط، فيما تكمن خصوصية البرنوس النسوي في الطرز. وعلى ذكر العرائس تجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى التزام العروس البسكرية بارتداء البرنوس، فإنها تلتزم في الصبيحة الموالية ليوم الزفاف بارتداء "ملحفة" وردية اللون أملا في أن تكون حياتها وردية.