تعيش مدينة بوسعادة بولاية المسيلة منذ الأحد المنصرم على وقع عيد البرنوس الذي يهدف حسب مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية إلى الترويج للسياحة محليا من خلال استغلال منتجات الصناعة التقليدية. تدوم هذه التظاهرة التقليدية خمسة أيام، وتهدف إلى تثمين جهد الدولة الرامي إلى دعم وتطوير القطاع من خلال التعريف بالبرامج والأجهزة التي استحدثت للحفاظ على الموروث التقليدي المحلي وترقيته. واستنادا إلى مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية، فإن هذه التظاهرة التي يشارك فيها 49 حرفيا من 20 ولاية غالبيتهم من مدينة بوسعادة تهدف أيضا إلى التعريف بالبرنوس وبالمنتجات المشابهة التي تشتهر بها منطقة المسيلة والمناطق المجاورة. وأوضح أنه بالرغم من أن عامة الناس يعرفون البرنوس لكنهم كثيرا ما يخلطون بين ''الخيتوسة'' أي برنوس الوبر مثلا والبرنوس الأبيض العادي المصنوع من الصوف الذي تشتهر به منطقة بوسعادة والأسود المصنوع من الصوف الأسود الذي تعرف به بعض المناطق الشرقية من الوطن. وحسب نفس المسؤول فإن من جملة أهداف هذه التظاهرة كذلك العمل على ترقية الصناعة التقليدية بتوفير فضاء للعرض والبيع خصوصا وأن معطيات المديريات التي تتولى الوصاية على قطاع الصناعة التقليدية خلال العشريتين الأخيرتين، وهما خصوصا السياحة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تؤكد على غياب فضاءات للتسويق. وأضاف أن المعرض المنظم بالمناسبة يعد مبادرة تسعى إلى إيجاد فضاء للتبادل بين الحرفيين، مما يسمح بترقية الإبداع بالنظر إلى أنه لم تبرز إلى الوجود إلى حد الآن ألبسة تقليدية أو برانيس (جمع برنوس) تمزج بين تراث النسيج لمنطقتين أو أكثر، بل تظل كل واحدة محافظة ومتمسكة بطريقتها في الإنتاج والتزيين والحياكة وذلك منذ قرون عديدة. ولأجل التعريف بالحرفيين في هذا النشاط بالذات وبما قدموه لترقية الصناعة التقليدية على الرغم مما عصف بها من مشاكل، أوضح نفس المصدر أنه وبمناسبة عيد البرنوس سيتم تشجيع بعض الحرفيين من خلال تكريم أصحاب الأعمال المتميزة، وكذا عمداء الصناعة التقليدية على مستوى ولاية المسيلة. وأشار المنظمون إلى أن هذه التظاهرة تتضمن العديد من الأنشطة من بينها تنظيم مسابقة أحسن الأعمال في النسج التقليدي من بينها البرنوس والألبسة الرجالية والنسائية على غرار القشابية واللوقة المسيلي وغيرها، إضافة إلى تصوير فيلم وثائقي حول البرنوس. وتعرض بالمناسبة جميع أنواع البرنوس والألبسة التقليدية الرجالية المنتجة وطنيا من خلال المعرض الذي يحتوي على أجنحة مرافقة خاصة بمختلف الصناعات التقليدية خاصة ببوسعادة وآخر لصور فوتوغرافية عتيقة لمدينة ''السعادة'' استقدمت من متحف دينيه الوطني وجناح إعلامي خاص بالمدينة.