انطلقت أمس، الجمعة بالجزائر أشغال الملتقى الدولي حول حياة وأعمال الكاتب والأنثروبولوجي واللساني الجزائري مولود معمري بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده وهذا بمشاركة أزيد من 30 أكاديميا وباحثا من الجزائر وخارجها. ويعتبر مولود معمري (1917- 1989) اسما بارزا في الأدب والثقافة الجزائرية، حيث خلف إرثا كبيرا في مجال تطوير اللغة والثقافة الأمازيغية من خلال أعماله الأدبية وأبحاثه الأنثروبولوجية ودراساته اللسانية التي يجهلها عامة الشباب. ويعتبر هذا الملتقى الذي ينظم تحت شعار «أموسناو (مفكر) مصدرا للتقارب الحضاري العالمي - بمثابة إشادة بهذه الشخصية الفذة وكذا مناسبة للتعريف بإرثه وكذا تثمينه. كما يهدف هذا الموعد -الذي ينظم في إطار صالون الجزائر الدولي ال 22 للكتاب، إلى مواصلة الأبحاث وتكثيفها في مجالات اللغة والأدب الأمازيغي وفقا للمحافظة السامية للأمازيغية التي تشرف على تنظيمه. سيتطرق المشاركون في هذا الملتقى - الذي تستمر فعالياته إلى غاية 5 نوفمبر إلى مواضيع تتعلق بالسيرة الذاتية للرجل ومشواره العلمي والثقافي وكذا إسهاماته في الدراسات اللسانية، بالإضافة إلى الهوية والثقافة الأمازيغية. يحضر هذا الموعد الدولي أنثروبولوجيون وعلماء لسانيات، بالإضافة إلى مؤرخين مختصين في منطقة شمال إفريقيا. وكانت المحافظة قد خصصت على مدار 2017 العديد من النشاطات والفعاليات لتخليد ذكرى مئوية ميلاد معمري بين ملتقيات ومنتديات وطنية وكذا مهرجانات وقوافل أدبية. وستختتم المحافظة احتفالية المئوية بالعديد من التظاهرات الثقافية أبرزها محاضرة حول «أهليل» وهو تراث غنائي مميز بطقوسه وروحانيته التي تعكسها مختلف القصائد الناطقة بالأمازيغية في لهجتها الزناتية (منطقة قورارة بشمال أدرار).. وقد خصص له معمري دراسة بحثية في 1984. وفي إطار مئوية المفكر، ستصدر المحافظة خلال الصالون علبة تضم أعمال أدبية لمعمري مع ترجماتها إلى الأمازيغية، حيث تم إنجازها بالتعاون مع المحافظة ودار «العثمانية» للنشر وهذا بدعم من وزارة الثقافة. للإشارة، تختص أعمال معمري بالدرجة الأولى بالأنثروبولوجيا والأدب الأمازيغي الشفوي الممتد تراثه إلى غاية واحة «سيوة» بمصر، كما تتناول أيضا اللسانيات الأمازيغية مثل النحو في كتابه «تجرومت ن تمازيغت» وإصدار «أوال» (دفاتر الدراسات الأمازيغية)، بالإضافة إلى «المنجد ثنائي اللغة فرنسي - تارقي» الذي أنجزه رفقة باحث فرنسي. مولود معمري -الذي اقتبست العديد من أعماله إلى السينما وسميت على اسمه جامعة تيزي وزو - أنقذ من النسيان بأعماله المختلفة في مجال اللسان والأدب الأمازيغي الشفوي قسطا وافرا من الثقافة الأمازيغية المعبر عنها باللهجات المتداولة في شمال إفريقيا، كما استنبط قواعد اللغة الأمازيغية التي تتقاسمها كل هذه اللهجات رغم التشتت الجغرافي الذي ميز تاريخ الأمازيغ عبر القرون. ق.ث