تجددت، أمس، ظاهرة تدفق مياه الأمطار وفيضانها بأغلب شوارع حسين داي، التي لم تودع بعد هذا المشكل الذي يعود كل موسم خريف، حيث لم تجد السلطات المعنية ومختلف القطاعات المكلفة بتسيير هذا الملف، حلا لهذه الظاهرة التي تحولت إلى هاجس بالنسبة للسكان، وكشفت سياسة «البريكولاج» التي فضحت تهاون المسؤولين المحليين، الذين تعاقبوا على تسيير هذه البلدية، خاصة فيما تعلق بتجديد شبكة الصرف الصحي، التي لم تعد قادرة على استيعاب كمية المياه المتسربة إليها. عرفت أغلب شوارع حسين داي، أمس، تدفقا لسيول من الأمطار التي تهاطلت على العاصمة، حيث وجد العابرون للعديد من المسالك والشوارع الرئيسة صعوبة كبيرة في الالتحاق بأماكن عملهم، نتيجة للكمية الكبيرة من المياه التي لم تستوعبها قنوات الصرف الصحي المهترئة، ما أدى إلى اختلاط مياه هذه الأخيرة بمياه الأمطار وتسربها للسطح، حيث تحولت أغلب الشوارع على غرار بوجمعة مغني، عمار حميتي، عميروش وطرابلس إلى شبه مسابح، وجد المواطنون صعوبة كبيرة في اجتيازها. إذ ليست المرة الأولى التي يحدث هذا المشكل بحسين داي، التي تتحول بها مياه الأمطار من نعمة إلى نقمة، نتيجة لانتشار روائح مياه الصرف الكريهة بمختلف الطرق الرئيسية والفرعية، بسبب انسداد البالوعات وتأخر القيام بأشغال الصيانة وتهيئة الظروف المناسبة لاستقبال هذا الموسم من دون مشاكل. وفي الوقت الذي شرعت فيه بعض بلديات العاصمة منذ أيام، في حملة لتنظيف الأحياء، وتسريح البالوعات وإصلاح قنوات الصرف، تحسبا لأمطار الخريف التي عادة ما تغرق شوارع بأكملها، بسبب مياهها التي تكشف في كل مرة لامبالاة بعض المسؤولين المحليين، تأخرت بلدية حسين داي في عملية تنظيف الأحياء والاستعداد لاستقبال فصلي الخريف والشتاء، رغم المشاكل التي تعيشها كلّما تساقط المطر، حيث تغرق أغلب أحيائها في الأوحال وتطفو مياه الصرف للسطح، بسبب انسداد البالوعات، مثلما حدث أمس الاثنين. وقد تحولت هذه الظاهرة إلى هاجس بالنسبة لسكان هذه البلدية، خاصة القاطنين بالطوابق الأرضية المحاذية للطرق وأصحاب المحلات، الذين سبق أن عاشوا أوقاتا عصيبة بعد تسرب مياه الأمطار إلى مساكنهم ومحلاتهم، خاصة على مستوى شارع طرابلس الرئيسي ومختلف الشوارع التي اكتست أمس، حلة سوداء، بسبب تسرب مياه الصرف، فضلا عن مختلف النفايات وحتى الأحجار التي تكدست بجوانب الطرقات. وعبّر بعض السكان ل»المساء»، عن المخاوف التي تنتابهم بمجرد نزول المطر، نتيجة لتأخر السلطات في حل هذا المشكل نهائيا، خاصة بالنسبة لهذه البلدية، التي تقع في منخفض وتستقبل مياه الأمطار الآتية من بلدية القبة ومختلف الشوارع الموجودة في المرتفعات مثل حي عميروش. ووجد المواطنون صعوبة في المرور عبر مختلف المسالك التي غطتها بقايا مياه الصرف القذرة، وعلّق بعضهم أن ما حدث صفعة لبعض المنتخبين الذين جددوا ترشحهم للمحليات القادمة، رغبة منهم في الفوز بعهدة أخرى سواء بحسين داي أو باقي البلديات، رغم هزالة حصيلة نشاطهم طيلة خمس سنوات الماضية.