شرعت العديد من بلديات العاصمة، منذ أيام، في حملة واسعة لتنظيف الأحياء، تنقية البالوعات وإصلاح قنوات الصرف، مع ترميم الحفر بالطرق والأرصفة، تحسبا لأمطار الخريف التي عادة ما تتحول من نعمة إلى نقمة، وتغرق شوارع بأكملها بسبب المياه المتهاطلة التي تكشف في كل مرة لامبالاة بعض المسؤولين المحليين الذين يتأخرون في القيام بأشغال الصيانة والتكفل بتهيئة الظروف المناسبة لاستقبال هذا الموسم دون مشاكل. فقد كشفت أمطار الخريف الأولى في وقت سابق، أن عملية تنظيف الأحياء والاستعداد لاستقبال فصلي الخريف والشتاء تأتي دائما متأخرة في بعض البلديات التي أصبح تهاطل الأمطار يشكل هاجسا بالنسبة لمواطنيها، كلما أعلنت الأرصاد الجوية عن تساقطها، خاصة بالنسبة لسكان بعض البلديات الذين سبق لهم أن واجهوا مشاكل تسرب المياه إلى سكناتهم أو محلاتهم، وما ينجر عن ذلك من مخاطر الشرارات الكهربائية، فضلا عن عرقلة حركة المرور، انزلاق التربة، تجمع المياه على حواف الطرق وتحول هذه الأخيرة إلى شبه جداول وبحيرات.
حسين داي تطلب خدمات “أسروت” وفي هذا السياق، أكد بعض رؤساء بلديات العاصمة ل"المساء”، أن إجراءات اتخذت في هذا المجال لمواجهة مختلف المشاكل الناجمة عن كميات الأمطار المتهاطلة، مع تجمعها بالطرق وعرقلتها لحركة المرور، على غرار بلدية حسين داي التي يتحول بها شارع طرابلس الرئيسي إلى شبه بحيرة، كما تغرق طرقها الفرعية في المياه، حيث باشرت البلدية حسبما أوضح مسؤولها الأول، السيد محمد سدراتي ل "المساء” عدة إجراءات لتخفيف منسوب المياه المتجمعة بالأحياء السفلى، على غرار بوجمعة موغني، عمار حميتي وشارع طرابلس، والآتية من القبة وأحياء الجهة العلوية لحسين داي. وحسب السيد سدراتي، فإن مصالحه استدعت مؤسسة التطهير وصيانة الطرق “أسروت” لتنظيف البالوعات التي تعتبر أهم حلقة في العملية، لأن انسدادها وتراكم النفايات بها يعد المتسبب الأول في تجمع مياه الأمطار بالطرق التي تخضع حوافها للتنظيف، مثلما لاحظت “المساء”، إلى جانب القيام بصيانة الأرصفة وكل الحفر التي تمتلئ بالمياه التي تعيق سير المواطنين والسيارات وتحدث فوضى في الطرق. وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس بلدية حسين داي أن المسؤولية جماعية لمواجهة مشكل تحول الطرق إلى شبه مسابح، وأن بدايتها تكون من المواطن الذي يجب أن يحافظ على نظافة محيطه ويتجنب الرمي العشوائي للقمامة، خاصة الأكياس البلاستيكية والأشياء الصغيرة التي تتسبب في سد البالوعات، غير أن المشكل بالنسبة لشارع طرابلس سيبقى قائما، كون المشروع الذي سبق لرئيس البلدية أن كشف عنه ل"المساء”، والمتمثل في وضع قنوات صرف من الحجم الكبير بالقرب من محطة القطار، لاستيعاب وصرف كميات كبيرة من المياه التي عادة ما تتجمع على مستوى هذا الشارع، لم يتحقق بعد.
تنقية خمسة وديان من بين سبعة بالرايس حميدو من جهته، أكد رئيس بلدية الرايس حميدو، السيد حميد بلمو ل “المساء”، أن مصالحه قامت بتحضيرات مكثفة لمواجهة أي طارئ عند سقوط الأمطار، بالتنسيق مع مؤسسة “أسروت” ومديرية الري، حيث قامت بتنظيف البالوعات، فضلا عن تنقية خمسة وديان من أصل سبعة من قبل شركة خاصة لإزالة الخطر الذي كانت تشكله على سكان البلدية وما جاورها. وفي هذا الصدد، أوضح مسؤول بلدية الرايس حميدو أن النقطة السوداء التي لا تزال قائمة تتمثل في انزلاق التربة من أعالي البلدية إلى حي ميرمار، والذي تسببت فيه تعاونية أنجزت على هذا المستوى، مشيرا إلى أن مصالحه سجلت مشروعا على هذا المستوى وأعدت دراسة خاصة به، في انتظار انطلاقه لإنهاء المشكل نهائيا.
فرق للمداومة بالأبيار والدار البيضاء أما بالنسبة لبلدية الأبيار، فقد شرع في عملية التنظيف منذ مدة، وتمثلت، حسبما صرح رئيسها السيد محمد عبد اللاوي ل"المساء”، في تنقية البالوعات، نزع الحصى والرمال التي تتسبب عادة في انسدادها، بالتعاون مع مؤسسة “أسروت”، فضلا عن وضع عمال البلدية في كامل التأهب وتخصيص فرق منهم للمداومة خلال عطلة الأسبوع لمواجهة أي طارئ، بينما تبقي -حسب المتحدث- بعض النقاط السوداء تشكل خطرا بكل من ناحية الينابيع، محمد العاتر، ديار النعامة وحي الأوراس. بدوره، كشف لنا رئيس بلدية الدار البيضاء، السيد الياس قمقاني، أن بلديته تتوفر على وسائلها الخاصة، منها شاحنة ضخ كبيرة لتنظيف وتطهير البالوعات التي خضعت أيضا لعملية تنقية بوسائل يدوية أخرى خلال هذا الشهر، في انتظار القيام بعمليات مماثلة في بعض الأماكن بواسطة مضخات، كما تم -حسب المتحدث- حل مشكل تجمع المياه على مستوى الشارع الرئيسي محمد خميستي، من خلال إعادة تأهيل قنوات الصرف الصحي على مستوى الإخوة عباس وفرانس فانون، كما وضعت فرق مداومة على مستوى حظيرة البلدية من أجل التدخل في حال تجمع المياه التي عادة ما تساهم في ذلك مخلفات أشغال التهيئة، البناء والأشغال العمومية، والتي عادة ما تهمل المنافذ الرئيسية للبالوعات وتتسبب في سدها، فيستحيل صرف المياه عبرها.