رغم الجهود المبذولة، لا تزال النقاط السوداء التي تصنع متاعب المواطنين كل شتاء بالعاصمة ماثلةً هذه السنة، ويتعلق الأمر بنقص التهيئة الحضرية بالأحياء الجديدة، وغياب صيانة البالوعات بأحياء أخرى، كما يتخوف بالخصوص السكان المجاورون للأودية كل سنة، حيث تتحول لديهم نعمة الأمطار إلى نقمة، ومن خلال معاينتنا لعدة أحياء، يتبين أن شتاء هذه السنة لن يكون بأحسن من سابقه، لاسيما بالنسبة لبعض الأحياء المهددة بالفيضانات خصوصا تلك المجاورة للوديان كوادي الحراش، مما يستدعي تدخل السلطات المعنية قبل تكرار سيناريو باب الوادي. أصبحت الأمطار الخريفية الأولى تشكل هاجسا حقيقيا للمواطن، لما تخلفه من اختناقات مرورية وازدحام كبير داخل المدن، وهو الأمر الذي يحدث ببلدية الدارالبيضاء التي تغرق بعض أحيائها في المياه في كل سنة، حيث يروي لنا أحد المواطنين بمنطقة الحميز أن الأمطار الأخيرة تسببت في وقوع عدد كبير من حوادث المرور وعرقلة حركة السير بعدد من المحاور الطرقية؛ مثل أولاد زيان، شارعي محمد السادس، الحسن الثاني وشارع إبراهيم الروداني، قائلاً: ''لم نتمكن من الإلتحاق بمقر عملنا بسبب توقف حركة المرور، وفي كل سنة تواجهنا هذه النقاط السوداء المتمثلة في انسداد البالوعات، ونخشى أن نواجه فيضانات في الأيام الشتوية القادمة''. وقال آخر: ''انسداد قنوات المجاري والصرف الصحي هو مشكل يواجهنا كل عام، وسقوط الأمطار يكشف النقاط السوداء لبلدية الدارالبيضاء، لذلك نطلب من السلطات المعنية التدخل لحل هذه المشاكل والعراقيل قبل حدوث الكارثة''. من جهته، أوضح رئيس بلدية الدارالبيضاء السيد إلياس قمقماني، بأن مصالحه قامت بالإجراءات اللازمة استعدادا لفصل شتاء هذه السنة، لتفادي الفيضانات والقضاء على النقاط السوداء في بعض الأحياء، مشيراً أن البلدية زودت حظيرتها بشاحنة ضخ حديثة من آخر طراز لها مهام متعددة، بقيمة مالية تقدر بمليار و900 سنتيم، إضافة إلى شاحنات أخرى متوفرة في الحظيرة، قائلاً: ''لقد قمنا بتجنيد فريق عمل للتدخل في حال حدوث أي طارئ على مستوى مختلف أحياء الدارالبيضاء، والحمد لله، لم نسجل في السنوات الأخيرة خسائر بشرية بفضل التدخل السريع للبلدية التي تعمل بوسائلها الخاصة، ونتوقع فصلا شتويا بدون مشاكل''. الحراش: سكان حي ''لاقلاسيار'' في خطر ويشتكي سكان حي ''لاقلاسيار'' ببلدية الحراش من انسداد قنوات الصرف الصحي بحيهم، مما تسبب في انتشار الروائح الكريهة وتجمع المياه الراكدة التي ساهمت في جلب الحشرات الضارة وانتشار الأمراض والأوبئة، خاصة بين الأطفال كالربو والحساسية المفرطة، ويطالب سكان الحي بالتدخل العاجل للجهات الوصية من أجل تدارك الوضع، على الأقل لضمان سلامة السكان من وقوع فيضان واد الحراش. وأكد لنا أحد المواطنين أنه كلما اشتد تساقط الأمطار تنتاب المواطنين حالة من الهلع تخوفا من حدوث فيضانات، خصوصا أنهم يعيشون على ضفة واد الحراش، حيث تتسبب المياه في غلق كل ممرات الراجلين، يُضاف إليها هذه السنة أشغال التراموي المتواصلة، مطالبين مصالح البلدية الإسراع في معالجة المشكل قبل حدوث ما لا يُحمد عقباه. وقال آخر: ''نخشى تكرار سيناريو فيضانات باب الوادي الذي خلّف حصيلة ثقيلة بسبب انسداد المجاري، وهو المشكل الذي يُطرح باستمرار مع حلول كل شتاء في حيّنا بسبب عدم تنقية المجاري والبالوعات''. باش جراح: انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة بحي'' النخيل'' من جهتهم، يعيش سكان حي ''النخيل'' ببلدية باش جراح وضعية لا يحسدون عليها، نتيجة انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي التي أصبحت تصب في الخلاء لتغمر الطرقات وتشوه المحيط، وحسب ما أكده سكان الحي، فإن الوضع أصبح لا يُطاق في غياب اهتمام السلطات المحلية بواقعهم، إذ مع سقوط أمطار قليلة تتحول المسالك إلى أوحال تصعّب على السكان مغادرة الحي. وفي هذا الصدد، قال فيصل: ''أصبحنا نخشى قدوم فصل الشتاء بسبب المشاكل التي نعاني منها كل سنة من انسداد البالوعات، والأوحال، ونطلب من السلطات المعنية لبلدية باش جراح تنقية كل البالوعات الموجودة بالبلدية، بالإضافة إلى تنظيف قنوات الصرف الصحي، تفاديا لحدوث فيضانات في فصل الشتاء''. حسين داي: أشغال التراموي هاجس حقيقي كما تسببت أشغال التراموي، التي تجري على مستوى بلدية حسين داي مع سقوط الأمطار الخريفية الأولى، في غلق حركة المرور وتجمع المياه في مختلف شوارع البلدية، خصوصا بحي ''طرابلس'' الذي تحول إلى ورشة مفتوحة أحدثت فوضى كبيرة، حيث أشار سائق سيارة أجرة أن أصحاب المركبات أصبحوا يتفادون المرور من شارع طرابلس، بالرغم من أنه طريق رئيسي يؤدي إلى المنطقة الغربية كبلوزداد وسيدي أمحمد والجزائر الوسطى في الأيام العادية، فما بالك مع حلول فصل الشتاء، حيث ستصبح الطريق مسبحا يغرق بالأوحال، ليضيف محمد الذي يقطن بحي طرابلس أن سقوط الأمطار يعيق حركة المرور وأشغال التراموي لم تشرف على نهايتها، وأصبحت هاجسا حقيقيا لسكان الحي، مما جعلهم يتوقعون شتاء محفوفا بالمتاعب والصعوبات. حي 1080 بباب الزوار يشهد حي 1080 مسكن ببلدية باب الزوار من ظاهرة تجمع المياه مع سقوط الأمطار الخريفية الأولى، حيث فاضت البالوعات ومجاري المياه، وأجمع السكان على أن السبب يتمثل في ضيق قنوات الصرف وعدم صيانتها بالشكل اللازم، وأكد من اِلتقيناهم بالحي أن سيناريو تسرب المياه إلى الطوابق الأرضية للسكنات بسبب فيضان البالوعات يتكرر في كل سنة، وذلك لكون البالوعات لا تخضع للصيانة من طرف الجهات المعنية، مطالبين السلطات المحلية حل هذا المشكل، وذلك باحترام مواعيد الصيانة والاستعداد لموسم الأمطار الذي يكشف العيوب بمختلف الأحياء. للإشارة، فقد اتصلنا من جهتنا بمصالح البلديات المعنية، لكنها لم تزودنا بأية توضيحات حول هذا الهاجس، كما أن مؤسسة ''أسروت'' رفضت الإجابة عن أسئلة ''المساء'' حول الموضوع، بحجة أن الترخيص يأتي دائما من مصالح الولاية.