خلّف قرار الولاياتالمتحدة الانسحاب من الاتفاق العالمي حول الهجرة والمهاجرين استياء دوليا بالنّظر إلى تبعاته المباشرة على الراغبين في الهجرة إلى الولاياتالمتحدة، والشروط التعجيزية التي ستضعها الإدارة الأمريكية لمنع تدفق المهاجرين على إقليمها. وبررت الإدارة الأمريكية قرارها الذي أبلغته أمس، إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة بكون إعلان نيويورك العالمي حول الهجرة لم يعد يساير الواقع الدولي، وأن الكثير من نصوصه تتعارض مع السياسات الأمريكية في مجال الهجرة واللاجئين والمبادئ التي أقرها الرئيس دونالد ترامب، بخصوص قضية الهجرة. يذكر أن الإعلان العالمي الذي طعن الرئيس الامريكي في مشروعيته سبق وان صادقت عليه 193 دولة عضو في الأممالمتحدة شهر سبتمبر 2016 وأصبح يعرف من حينها باسم "إعلان نيويورك حول اللاجئين والمهاجرين "ويهدف الى تحسين من الآن فصاعدا ظروف استقبالهم ومساعدتهم على العودة إلى بلدانهم الأصلية إن رغبوا في ذلك. واكتسى قرار الإدارة الأمريكية مخاوف متزايدة من منطلق أن ذلك يمكن أن يكون بداية لانسحاب الولاياتالمتحدة من عضوية عدة منظمات مماثلة وخاصة وأن الرئيس ترامب لم يخف شهر أكتوبر الماضي، الانسحاب من منظمة "اليونيسكو" بدعوى أنها منظمة مناهضة لإسرائيل وقبلها من معاهدة باريس حول المناخ بدعوى أنه معاهدة غير عادلة بالنسبة لبلاده ومن معاهدة ما وراء الأطلسي للشراكة بقناعة أنها لم تعد صالحة، في نفس الوقت الذي تعهد فيه بتمزيق الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الموقّع صيف سنة 2015. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة نيكي هالي، إن بلادها ستواصل تقييم مستوى تعهداتها في كل الوكالات التابعة للأمم المتحدة، بما يؤكد أنها قد تنسحب من منظمات أخرى لاحقا تغليبا لشعار "أمريكا قبل كل شيء".