خلّفت المظاهرات الصاخبة التي شهدتها مختلف المدن الفلسطينية بمناسبة «يوم الغضب» الرافضة لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، سقوط شهيدين فلسطينيين في مدينة غزة على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي. وخرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات شعبية ضخمة في مختلف المدن الفلسطينية في غزة كما في الضفة الغربية، للتعبير عن رفضهم لمثل هذا القرار بما ينذر أن القادم من الأحداث سيكون أخطر على اعتبار أن الفلسطينيين لن يسكتوا على هضم أحد أقدس حقوقهم الوطنية. وكانت أكبر المسيرات تلك التي شارك فيها عشرات الآلاف بمدينة القدس الشريف مباشرة بعد أدائهم صلاة الجمعة في الحرم المقدسي رفعوا خلالها شعارات مناوئة للولايات المتحدة وحرق أعلامها استنكارا لما قام به رئيسها. وتعالت أصوات الغضب أمس الجمعة، في مسيرات حاشدة جابت مدن وقرى وبلدات فلسطينية فيما سمي ب»جمعة الغضب» نصرة للقدس، ورفضا لإعلان الرئيس الأمريكي اعترافه بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل وتوقيعه مرسوما لنقل السفارة الأمريكية إليها، كما شهدت العديد من العواصم عبر العالم نفس الاستياء والتنديد في مسيرات لمئات الآلاف وصفت بعضها ب»غير المسبوقة». فبعد صلاة الجمعة خرجت مظاهرات في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجا على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس الأربعاء، بالقدس عاصمة لإسرائيل إلا أن جيش الاحتلال الاسرائيلي تصدى للمحتجين بالرصاص المطاطي والمواجهة مما أدى إلى استشهاد فلسطيني شرق خان يونس وإصابة عشرات آخرين في مدن فلسطين الأخرى . كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق والرصاص المطاطي خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي اندلعت في مناطق من الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة خلال المظاهرات في «جمعة الغضب». وذكرت تقارير إخبارية أن قرى نعلين وبلعين وبدرس والنبي صالح في رام اللهبالضفة الغربية شهدت مواجهات وصفت بالعنيفة، وتخللها إطلاق قوات إسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي مما أسفر عن عدد من الإصابات. واندلعت مواجهات مماثلة في كل من الخليل وبيت لحم ونابلس وقلقيلية. وتحدثت مصادر طبية عن إصابة عشرات الشبان بالاختناق والرصاص المطاطي. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن رفع حالة التأهب في الضفة الغربيةوالقدس تحسبا للتظاهرات الفلسطينية ودفع عدة كتائب من قواته لتكثيف نشر قواته على مداخل المدن وحول المستوطنات. ورغم أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون، حاول التقليل من خطورة القرار بدعوى أن السفارة لن تنقل قبل عامين من الآن، وأن ذلك سيتم عبر مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا أن ذلك لم يهدئ من درجة السخط التي تنتاب الشارع الفلسطيني في قطاع غزةوالضفة الغربية وحتى في أراضي الفلسطينيين سنة 1948.