أكد وزير الاتصال السيد جمال كعوان في تصريح للصحافة على هامش حضوره احتفال جريدة «الشعب» أمس بالذكرى ال55 لتأسيسها في رده عن سؤال يتعلق بتاريخ تنصيب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، بأن «المشروع لا يزال قيد التحضير على مستوى الوزارة»، مضيفا في نفس الوقت أن حرية التعبير والصحافة في الجزائر مدسترة ولا تراجع عنها. للإشارة، كانت وزارة الاتصال قد أطلقت في أكتوبر المنصرم سلسلة من المشاورات مع إعلاميين وفاعلين في القطاع لمعرفة انشغالاتهم والحصول على صورة واضحة بشأن القطاع، تحضيرا لتنصيب هذه السلطة التي ستضم أعضاء معينين ومنتخبين، والتي ستكون عبارة عن هيئة دائمة ستسمح للصحافة بالتكفل بنفسها وضبط وضعيتها المهنية وأخلاقيتها. وفيما يخص دفتر الشروط المتعلق بالقنوات الخاصة، جدد الوزير التذكير بأنه لا يزال هو الآخر قيد الدراسة لضبط طريقة عمل هذه القنوات. مشيرا إلى أن حرية التعبير وحرية الصحفي بالجزائر مضمونة وموجودة ولا رجعة فيها، كونها مقننة في الدستور الذي يحميها. وفي كلمة ألقاها بمنتدى جريدة «الشعب» الذي خصص لموضوع «الإعلام والثورة»، أوضح وزير الاتصال بأن الإعلام الجزائري يواصل اليوم أداء رسالته المهنية باحترافية ومسؤولية مستمدا جذوره ومقوماته من رصيد عريق ومشرف صنعته أقلام حرة اصطفت إبان الحركة الوطنية إلى جانب المطلب التحرري وساهمت في التوعية والتنوير باتجاه إعلان الثورة. وذكر السيد كعوان بأن ذكرى تأسيس جريدة «الشعب» تتزامن وذكرى راسخة في الأذهان وهي مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي خرج فيها الجزائريون صفا واحدا للمطالبة بالاستقلال التام والتحرر من أي تبعية لتواجههم قوى الاستعمار بالقمع الهمجي. وهو السياق الذي استحضر من خلاله الوزير دور الإعلام الوطني في إسماع صوت الثورة خلال هذه المظاهرات للرأي العام العالمي، مضيفا أن الإعلام الثوري لعب دورا محوريا في تعزيز العمل العسكري وفي توعية الشعب والتعريف بقضيته على الصعيد الدولي. وأشار الوزير إلى أن إعلام الثورة نشأ غداة النضالات الأولى للحركة الوطنية، فكان بمواقف رجاله الحصن المتين للدفاع عن قضايا شعبه في الحرية والانعتاق، ونتيجة لذلك تعرض شرفائه لمختلف أساليب القمع الاستعماري من اعتقال ومطاردة وتهجير لكنهم صمدوا وظلوا على ثبات في مقاومة الاحتلال. كما أضاف أن الجزائر سخرت تجربتها الإعلامية في خدمة القضايا العادلة، إذ احتضنت محطات إذاعية كانت منابر للشعوب المضطهدة، مؤكدا أنه مهما كانت المتغيرات والمستجدات التي تؤثر على مسارات الإعلام الوطني بكافة وسائطه، فإن دوره الطلائعي يبقى قائما في الدفاع عن المبادئ الإنسانية السامية سواء في الدفاع عن الشعوب التي تخوض ثورات التحرر أو تلك التي تسعى لاكتساب رهانات التنمية. وهو السياق الذي توقف من خلاله الوزير عند دور إعلام الثورة الذي ساهم بقناعة وشجاعة رغم شح الإمكانيات والظروف الصعبة، حيث عرف كيف يرفع التحدي وكيف يكون جنديا يرص صف المجاهدين بالصورة المعبرة والكلمة الهادفة التي ترك بها عيسى مسعودي وجمال الدين شندرلي وغيرهم بصمات ثابتة وكان إعلام الثورة بمثابة سلاح نوعي وفعّال انتصر لنضال الشعب الجزائري ضد أعتى قوة استعمارية في القرن العشرين. وبما أن المناسبة هي الاحتفال بذكرى تأسيس جريدة «الشعب»، قال الوزير إن هذه الأخيرة، ومن منطلق الواجب الوطني، انصهرت منذ 55 سنة في مشروع البناء والتشييد الذي يكرس سيادة الوطن ويؤسس لديمقراطية تعيد للإنسان كرامته المهدورة. من جهته، توقف الدكتور جمال يحياوي في مداخلة ألقاها بالمناسبة عند دور الإعلام إبان ثورة التحرير، مشيرا إلى أن الإعلام الجزائري ولد من رحم معاناة الشعب الذي عانى من ويلات الاستعمار فتمكن بإمكانيات بسيطة وبإرادة قوية من إسماع صوت الثورة في المحافل الدولية خاصة بعد مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي أوصل فيها صوت الجزائر من حي بلكور بالعاصمة إلى رواق الأممالمتحدة بمنهاتن، مؤكدا دور الإعلام في مرافقة النجاح الثوري للقضية الجزائرية بعد هذه المظاهرات التي أفشلت المخطط الدبلوماسي والعسكري للجنرال ديغول آنذاك.