مازال قرار الرئيس الأمريكي بنقل مقر سفارة الولاياتالمتحدة إلى مدينة القدسالمحتلة يشكل الحدث الأبرز في مختلف عواصم العالم بالنظر إلى تبعاته المباشرة على عملية السلام التي انهارت بسبب الانحياز الأمريكي إلى جانب إسرائيل، وعلى الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط وكل العالم. ولم تخف رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فديريكا موغريني أمس، هذه المخاوف وأكدت أن أخطر ما يمكن توقعه بسبب هذا القرار، زيادة درجة التوتر وأعمال العنف في المنطقة واحتمالات انتقال عدواها إلى أوروبا. ورفضت موغريني اعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وأكدت أن مبدأ «حل الدولتين» يبقى الحل الأمثل على أن يتم تقسيم القدس إلى جزئين غربي لإسرائيل وجزء شرقي للدولة الفلسطينية. وأدلت موغريني بهذا التصريح بعد اللقاء الذي جمعها بالعاصمة الأوروبية بروكسل أمس، بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي شرع في جولة أوروبية للدفاع عن قرار حليفه الأمريكي، حيث قلل من مخاوفها وقال إن قرار الرئيس ترامب يناقض توقعات مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية بدعوى أن القرار كرس الحقيقة القائمة في مدينة القدس وأنه لا أحد بإمكانه إنكار ذلك. وأضاف نتانياهو متحديا الجميع أن قرار ترامب لا يحول دون تحقيق السلام، بل يساعد على تجسيده لأن «الاعتراف بالواقع يبقى الخطوة الكبرى لتحقيق السلام». وشرع الوزير الأول الإسرائيلي في جولة إلى مختلف العواصم الأوروبية ضمن حملة دبلوماسية لدعم القرار الأمريكي، بدأها بمحطة العاصمة الفرنسية باريس والأوروبية بروكسل، حيث التقى بوزيرة الخارجية الأوروبية قبل لقاء مع وزراء دول الاتحاد. ويكون نتانياهو من خلال هذه الجولة قد اعتمد خطة استباقية للرد على قرار وزراء الخارجية العرب بتشكيل لجنة مشتركة للقيام بجولة في مختلف عواصم القرار الدولي من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية لدفعها إلى التراجع عن قرارها. وفي انتظار ما يمكن أن تحصل عليه هذه اللجنة، فقد انتقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إلى أنقرة حيث بحث مع الرئيس رجب طيب أردوغان تداعيات القرار الأمريكي على أوضاع منطقة تعيش حالة توتر مستمرة. وصب الرئيس التركي الذي تقيم بلاده علاقات دبلوماسية مع إسرائيل جام غضبه على هذه الأخيرة ونعتها ب «الدولة الإرهابية وقاتلة الأطفال»، في انتظار احتضان مدينة إسطنبول يوم غد الأربعاء قمة طارئة لقادة الدول الإسلامية لاتخاذ القرارات اللازمة للرد على قرار الرئيس الأمريكي. وتواصلت لليوم الخامس على التوالي المظاهرات الاحتجاجية في الأراضي الفلسطينية بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الاحتلال احتجاجا على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس واعتبارها العاصمة الموحدة للكيان الإسرائيلي المحتل في وقت شارك آلاف اللبنانيين من أنصار حزب الله في مظاهرات ضد هذا القرار في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.