تطرق عميد الشرطة، بشير السعيد خلال تنشيطه لندوة إعلامية بمنتدى الأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة "علي تونسي"، حول "مخاطر الاستعمال السيئ للأنترنت والألعاب الإلكترونية على الطفل" مؤخرا، إلى الأوجه السلبية المختلفة للاستعمال السيئ للأنترنت خاصة في الشق المتعلق بالألعاب الإلكترونية وتعامل الطفل مع الغرباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتقديمه لمعلومات تصبح لاحقا وسيلة ضغط تمارس عليه، كما أكّد على الدور الريادي الذي يستوجب أن يلعبه الآباء لحماية الأبناء من الأخطار المتربصة بهم من العالم الافتراضي من خلال المراقبة المستمرة والمتابعة. أشار رئيس مصلحة الجريمة الإلكترونية إلى أنّ الأنترنت باتت في متناول الجميع ويمكن للطفل أن يصل إليها بسهولة، حيث تؤمنها المكتبات العمومية، وحتى المراكز التجارية بالمجان، وكذا حرص الوالدين على توفيرها بغرض تألق أبنائهم في الدراسة ونجاحهم، من خلال توفير الهواتف الذكية والحواسيب واللوحات الإلكترونية لمساعدتهم على ولوج عالم المعلوماتية ومنه النجاح في الدراسة، موضحا أنّ وجودها الدائم جعل الأبناء جد متعلقين بها، حيث أثبتت الدراسات أنّ الأطفال أكثر المتصفحين للمواقع، كما أنّهم لا يستغنون عن هواتفهم الذكية، كما تطوروا في استعمال الوسائل التكنولوجيا. ودعا العميد، الآباء إلى تعلم لغة الأبناء الجديدة ومتابعتهم عبر "النت" ومعرفة المواقع التي يدخلونها، ومع من يتعاملون من خلالها لحمايتهم من الاحتكاك بالغرباء أو السقوط ضحية الابتزاز، مؤكدا أن الطفل عاشق للمجهول ويبحث عنه في العالم الافتراضي مما يدخله في دائرة الإدمان خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الخطيرة التي بها العنف والتحريض. وأوضح المحاضر أنّ الأطفال ومن دون وعي منهم، يدخلون في صداقات ولا يعرفون مع من يتعاملون، ونبّه الآباء إلى ضرورة مراقبة عملية استهلاك المعلومات التي تناسب سن الطفل، متوقفا عند مجموعة التأثيرات السلبية التي يتعرض لها الطفل بفعل الأنترنت، على غرار ضعف الشخصية وتغييب هويته، كونه يحمل من الانترنت العادات الغريبة إلى جانب تعرضه إلى الانتهاك المعلوماتي، بفعل كثافة المعلومات التي تؤثر في نفسيته وتنهك عقله، كما ينفصل عن المحيط الأسري والآخرين، إلى جانب التأثير السلبي للمواقع الإباحية على نفسيته وسلوكه لدى مشاهدته، إذ تلاحظ على الطفل عدوانية زائدة. ونبّه العميد إلى الأخطار المحدقة بالطفل من العالم العنكبوتي على غرار استغلاله جنسيا عن طريق الخداع والتهديد، أمام سهولة التنكر في العالم الافتراضي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقع الطفل بين أيادي المنحرفين، حيث أشار إلى تعرض الطفل للإساءة من خلال الرسائل الفورية والدردشة، وكذا استدراجه لتقديم معلومات تتعلق بالعائلة على غرار إفشاء سر الأسرة واستعماله ضده خاصة إذا تحصل المجرم على البريد أو الحساب الإلكتروني للطفل ورمز الدخول السري. وأشار العميد إلى مجموعة من الدلائل التي يمكن الانتباه من خلالها إلى أنّ الطفل تعرض للإساءة أو التهديد، على غرار الاضطراب النفسي أثناء أو بعد الاستخدام، قضاءه وقتا طويلا على "النت"، الابتعاد عن الأصدقاء، تهاونه في أداء واجبه الدراسي، التصرّف بعدوانية في المنزل إذا حرم من استعمال الأنترنت. وتحدّث رئيس مصلحة مكافحة الجريمة الإلكترونية، عن الدور المهم الذي تلعبه الأسرة في حماية طفلها من الأخطار، كونها ملازمة له ومصاحبة ومسؤولة، قائلا إنّ الأسرة تعدّ العماد الأساسي لكلّ سياسة ناجحة تخصّ الأطفال، خاصة في الشق المتعلق بالحماية، حيث أصرّ على أهمية أن يتعلّم الأولياء كيفية التعامل مع الانترنت، استعمالهم لبرامج الوقاية على أجهزة الحواسيب التي تقدّمها اتصالات الجزائر بالمجان، وكذا تنظيم أوقات استعمال الأنترنت ووضع الجهاز في قاعة الجلوس على مرأى الجميع وعدم السماح للأطفال باستعمال بريد إلكتروني منفصل وعدم السماح لهم بالدردشة إلا مع الأشخاص المعروفين من العائلة. ونبه العميد الأولياء إلى ضرورة تبليغ مصالح الشرطة عن أي أمر مشبوه يتعرض له أبناؤهم، مؤكدا أنّ المشرّع الجزائري يحمي الطفل بمجموعة قوانين، تدخل في نطاق محاربة الجريمة الإلكترونية، على غرار قانون 04-15 المؤرخ في 10 نوفمبر 2004 الذي يضمن حماية ومتابعة تخص المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعلومات، وكذا قانون 09-04 المؤرخ في 15 أوت 2009 الذي تطرق إلى الجريمة المتصلة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال والوقاية منها، إلى جانب القانون 333 مكرر 1 من قانون العقوبات الذي يحمي الأطفال من الإباحية ويعاقب على هذه الأفعال. أحلام محي الدين