يحذّر الخبراء من مخاطر داء الكلب الذي مايزال يقتل في الجزائر ما بين 15 و20 شخصا سنويا، ودعوا إلى أهمية تنسيق الجهود بين وزارات الصحة، الفلاحة والداخلية، لتنظيم حملات إعلامية واسعة النطاق للتوعية بمخاطر الداء والقضاء على الحيوانات الضالة. اعتبرت الدكتورة حكيمة أرزقي المختصة في الأمراض المعدية بمستشفى برج منايل (شرق ولاية بومرداس)، أن الكلَب مرض قاتل بنسبة 100 بالمائة، والاستشارة الطبية عقب العضة التي يحدثها الحيوان المشتبه إصابته بالكلب، يجب أن تكون خلال الساعات الأولى مع مراقبة الحالة بدقة، معتبرة داء الكلَب مشكل صحة عمومية، يصيب الأطفال خصوصا. وقالت إن مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى تسجل ما بين 3 و4 حالات استشارة يوميا بعد التعرض لعضة كلب ضال، ويتم التكفل بها بفضل توفّر الأمصال المضادة للكلَب. المختصة أوضحت ل «المساء»، أول أمس، على هامش يوم طبي - جراحي نُظم بمدينة بومرداس ويندرج ضمن التكوين المتواصل بالمستشفى، أن «الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بداء الكلب، الذي يتسبّب في وفاة بين 15 و20 شخصا سنويا في الجزائر». وقالت غالبا ما يتأخر الأولياء في الاستشارة الطبية بعد تعرض الأطفال للعض من قبل حيوانات أليفة مريضة أو حيوانات ضالة مصابة بالداء، ما قد يؤدي إلى وفاة الطفل المصاب. ودعت الأولياء إلى الاستعجال بنقل أبنائهم مباشرة بعد تعرضهم للعض، إلى أقرب مركز صحي حتى يتم إنقاذ حياتهم عن طريق التلقيح وأدوية أخرى. كما دعت المختصة السلطات المعنية إلى تكثيف الحملات التحسيسية المنسقة بين وزارات الصحة والفلاحة والداخلية؛ من أجل إعلام السكان بهذه الآفة، ومنه مبادرات على مستوى المدارس والمساجد للتوعية والتحسيس، وعلى مستوى البلديات؛ من أجل القضاء على الحيوانات المتشردة. وعن أعراض الإصابة بداء الكلب أوضحت الدكتورة أرزقي أنه تظهر على المصاب بالكلب حمى شديدة وتشنجات تنفسية مؤلمة بمجرد رؤية الماء أو سماع الريح، «وإذا لم يتم تسجيل تدخّل طبي بصفة استعجالية بعد 24 ساعة على الأكثر بعد العضة، فإن المصاب يتوفى». وتوضح أنّ هناك حالات إصابة يسجَّل عندها شلل في الأطراف السفلية، ثم ينتشر الشلل في باقي الجسم تدريجيا، ليصل إلى الحجاب الحاجز أو ما يُعرف بعضلات التنفس؛ ما يؤدي بعدها إلى الموت المحتّم. من جهة أخرى، دعت المختصة الأسرة في المقام الأول، إلى الاهتمام بتلقيح الحيوانات الأليفة، لاسيما الكلاب والقطط، مع توعية الأطفال بعدم ملاعبة الحيوانات؛ لأن أبسط تلامس بين الطفل والحيوان الضال قد يكون له عواقب وخيمة تؤدي إلى الوفاة. كما دعت البلديات إلى أهمية تنظيم حملات دورية للقضاء على الحيوانات الضالة على مدار السنة؛ حفظا للصحة العمومية. ❊حنان. س