جدد سكان قرية القراح التابعة لبلدية اولاد رحمون بقسنطينة، طلبهم لوالي الولاية بالتدخل العاجل والتنقل إلى قريتهم للوقوف على المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات، والتي أثرت سلبا على حياتهم اليومية خلال هذا الفصل، حيث تبرز معاناتهم بسبب غياب ضروريات الحياة الكريمة، خاصة بعدما وعدهم المسؤول الأول بأخذ مشاكلهم بعين الاعتبار خلال آخر زيارة له، غير أن توجيهاته وأوامره لمسؤولي البلدية لم تجسد بعد، ولم تؤخذ بعين الاعتبار. أثار سكان القرية العديد من المشاكل التي تواجههم، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تجعل حياتهم جحيما، وأكد السكان أن اهتراء الطريق المؤدية إلى القرية واعتمادهم المرور فوق معبر ترابي ضيق لا يسمح بمرور المركبات إلا بصعوبة كبيرة، وقد أثر سلبا على تنقلاتهم اليومية. كما أن التساقط الأخير للأمطار وتدفق السيول من المرتفعات القريبة من المنطقة، جعلهم في عزلة تامة عن القرى المجاورة، وحتى البلدية الأم، ولعل ما زاد من معاناتهم بسبب اهتراء الطريق، صعوبة نقل قارورات غاز البوتان إلى منازلهم، لأن العديد من العائلات بالحي لا تزال تعتمد عليها، خاصة أن مشروع إمداد السكنات بمادة الغاز الطبيعي، والذي عرف طريقه للحي منذ سنتين فقط، لم يستفد منه جميع السكان، بسبب المقاول الذي لم يربط كامل المنازل لأنها لم تكن معنية بالمشروع، حسبما أكده سكان الحي، مشيرين في السياق، إلى أنهم يتعاملون خاصة خلال هذا الفصل مع تاجر يقوم بتزويدهم في كل مرة بشحنة من قارورات غاز البوتان، مقابل مبلغ 300 دج للقارورة، في حين أن سعرها بمحطة الوقود لا يتعدى 210 دج، وهي الزيادات التي أرجعها السكان إلى مصاريف النقل واهتراء الطريق. أضاف السكان أن تلوث مياه الشرب واختلاطه بمياه قنوات الصرف الصحي بات يهدد حياتهم، فعلى الرغم من تدخل الوالي شخصيا وإعطائه تعليمات صارمة لحل الإشكال، من خلال تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية بهدف القضاء على مشكل المياه الملوثة، وإعادة إمداد المواطنين بالماء الصالح للشرب، غير أنهم لازالوا يعتمدون على الصهاريج، التي أكد السكان بشأنها أنها إن وجدت فإن أسعارها مرتفعة، لأن الصهاريج التي توفرها مصالح بلدية بني حميدان لا تلبي حاجياتهم اليومية من هذه المادة الحيوية، فيما عبر البعض الآخر عن أن اعتمادهم على المنابع والآبار الطبيعية لجلب المياه بات يشكل عائقا كبيرا، خاصة أنهم يضطرون إلى قطع مسافات طويلة بغية التنقل، وما تخلفه هذه العملية من مشاق يومية على الأطفال والأولياء. أما النقل، فيعد من أهم المشاكل التي مازالت تنغص على سكان القرية حياتهم، حيث أجمع السكان على أنهم يخضعون لتصرفات الناقلين الخواص غير المسؤولة، خاصة الناقلون العاملون على خط عين مليلة- الخروب، حيث أنهم يرفضون تقديم الخدمة خلال أوقات الذروة، أما حافلة النقل شبه الحضري الوحيدة فتوفر لهم خدمة سيئة جدا، وتتأخر في أغلب الأوقات، مقابل دفع 30 دج نحو أولاد رحمون و40 دج باتجاه مدينة الخروب، أما بالنسبة للمركبات، فأكد سكان القراح أن سيارات «الفرود» تعد المنقذ الوحيد لهم رغم غلائها، حيث أن جلهم يعتمد على ما يسمى «بالكورسة»، مما أثقل جيوبهم لأن نقلهم بهذه الوسيلة يكلف غاليا وأسعارها تبدأ من 500 دج فما فوق، وهو الأمر الذي لا تستطيع الكثير من العائلات تحمله. من جهة أخرى، يعرف حي القراح غياب الكثير من الخدمات الضرورية الأخرى، على غرار مركز العلاج، حيث أكد السكان أن قاعة العلاج الوحيدة تغلق عند الساعة الرابعة مساء، مما يجبر المرضى على التنقل نحو مستشفى أولاد رحمون، الذي لا يتوفر على كامل المصالح، أو التنقل إلى بلدية الخروب وقطع مسافة تقارب 25 كلم، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل. ليبقى السكان اليوم ينتظرون التفاتة المسؤولين للقرية التي تعاني التهميش والعزلة، في ظل غياب ضروريات الحياة الكريمة. شبيلة-ح