لا يزال مواطنو قرية الشط الواقعة في الجهة الغربية من بلدية سيدي عكاشة ، والبالغ عددهم أزيد من 600 عائلة يعيشون ظروفا قاسية لإنعدام التهيئة العمرانية ونقص المرافق الضرورية، وجملة النقائص الأخرى التي أخرت التنمية بها وحولت حياة سكانها إلى جحيم في ظل غياب أبسط ضروريات الحياة الكريمة التي من شأنها إخراجهم من قوقعة العزلة والتهميش ، رغم توفر المنطقة على ثروة طبيعية وسياحية وفلاحية هائلة ، لم تلق الالتفاتة اللازمة لاستغلالها في دفع وتيرة التنمية الغائبة . وقد أعرب سكان قرية الشط في حديثهم مع الجمهورية عن استيائهم من الظروف الاجتماعية الصعبة بسبب إهتراء شبكة الطرقات والممرات بين مسالك الحي وانعدام الغاز الطبيعي والمشاريع المحلية التنموية ونقص ماء الشرب ، وغياب ملحوظ لبعض المرافق العمومية الضرورية ونقطة تجمع للقمامة التي شوهت منظر الحي ، فضلا عن النقص الفادح في وسائل النقل التي أضحت هاجس السكان. إهتراء الطرق هاجس السكان والغاز الطبيعي حلم ... أصبح سكان قرية الشط يعيشون في عزلة تامة بسبب اهتراء الطرق التي تتحول بمجرد تساقط المطر إلى برك ومستنقعات يصعب تجاوزها حتى بالنسبة للراجلين، أما صيفا فتتحول إلى غبار متطاير في كل مكان ، وهو ما جعل الناقلين يعزفون عن الدخول إلى هذه القرى خوفا من الأعطاب التي قد تصيب مركباتهم وهو ما يحتاج إلى أموال باهظة لإعادة صيانتها ، حيث تحولت مسالك القرية مع مرور السنين بفعل العوامل الطبيعية وغياب الصيانة إلى طرق غير صالحة للاستعمال نتيجة الحفر المنتشرة حيث تسببت في شل حركة السير ، كما أضاف قاطنو الحي أن هذا الأخير يفتقر للغاز الطبيعي مؤكدين على لسان رئيس حيهم السيد « سليمان يوسف « أنهم يتجرعون مرارة البحث عن قارورات الغاز في فصل البرودة بسبب غياب هذه المادة التي أضحت أكثر من ضرورية في حياتهم اليومية نتيجة الاستعمال المكثف خاصة وأن المنطقة جبلية تتميز بشدة البرودة ،مشيرين إلى أهميتها خاصة في هذا الفصل الممطر الذي تكثر فيه الحاجة ، فقارورة واحدة لا تسد حاجياتهم بالنظر إلى الطلب المتزايد عليها ، ناهيك عن ارتفاع أسعارها التي أثقلت كاهل العائلات ذات الدخل المحدود . الماء يزور الحنفيات مرة في الأسبوع لمدة 15 دقيقة كما أن السكان يتجرعون عواقب نقص الماء المقدم عبر الشبكات يوميا ، هذا وحسب تصريحاتهم فإن مشكل نقص الماء الصالح للشرب يعانون منه منذ أمد، بحيث أن مياه الشر ب لا تزور حنفياتهم إلا مرة في الأسبوع لمدة 15 دقيقة فقط ، بحيث تساءلوا عن المشكل الحقيقي وراء حرمانهم من مياه تحلية البحر القادم من محطة ماينيس ببلدية تنس ، مؤكدين أن أنبوب الماء لا يبعد عن الحي إلا بعدة أمتار، وهو الأمر الذي جعلهم يعيشون في متاعب يومية مع أزمة العطش وما تخلفه من مشقة البحث عن ما يشفي غليلهم إما بالاستنجاد بالمياه المعبأة في الصهاريج التي تتراوح أسعارها مابين 900 دج إلى 1000 دج للصهريج الواحد والذي لايكفي لتلبية الحاجة إلا لثلاثة أيام أو أربعة كأقصى حد ، أو قطع مسافات طويلة لاقتناء هذه المادة مستعملين في ذلك الوسائل التقليدية فهم مجبرون على قطع تلك المسافات للتزود بالماء من مركز البلدية ، فهم لا يزالون يعانون الظمأ بسبب قلة الآبار بالمنطقة ، بحيث لا يوجد سوى بئر واحد تقتسمه قرية الشط مع القرى المجاورة والذي لم يعد في وسعه تموين هذه الأحياء ، إلى جانب مشكل آخر يتمثل في قدم شبكة أنابيب الماء وتأكلها وهو مشكل حسب السكان ساهم بشكل كبير في تذبذب في توزيع المياه الصالحة للشرب . شباب ضائع في غياب مراكز الترفيه عبر العديد من شباب قرية الشط ، عن استيائهم من غياب المرافق الترفيهية سواء الرياضية أو الثقافية، التي زادت أوضاعهم تفاقما وتأزما رغم الوعود التي تلقوها في العديد من المناسبات ، فرغم الكثافة السكانية المعتبرة التي تعرفها المنطقة إلا أنه لا جديد يذكر لانتشالهم من الوضعية المزرية التي تلازمهم ،حيث يشتكي هؤلاء الشباب من إنعدام ملاعب أو دار للشباب أو متنفس ثقافي من شأنه أن يرفع الغبن ويحسن وضعهم الاجتماعي والنفسي خصوصا ما تعلق بالمرافق الرياضية ،مضيفين أن توفير تلك المرافق بات ضروريا بالنسبة لهم وهذا لتفجير طاقتهم ومواهبهم ، فنظرا لانعدام هذه المرافق يضطر بعضهم إلى التنقل إلى مركز البلدية أو البلديات المجاورة من أجل ممارسة هواياتهم وهو الأمر الذي أرق راحتهم بسبب قطع المسافات واستنزاف المال ، وهو ما جعلهم يجددون مطلبهم للسلطات المعنية وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضة بضرورة الالتفات إليهم والاهتمام بانشغالاتهم من خلال إنجاز مراكز رياضية ومرافق ثقافية وكذا إنشاء فضاءات للعب ومراكز للتسلية. قاعة العلاج هيكل بدون روح أما فيما يخص التغطية الصحية فحدث ولا حرج ، حيث أضحت قاعة العلاج مجرد هيكل بدون روح ، بعدما أوصدت أبوابها في وجه روادها من المرضى بسبب غياب الطاقم الطبي ، فالمستوصف تشرف عليه ممرضة واحدة فهي لا تلتحق بعملها إلا بعد العاشرة صباحا وتغادره منتصف النهار ، وطبيب عام لا يأتي إلا مرة في الأسبوع ، بسبب غياب أغلب متطلبات العمل ، فقاعة العلاج أصبحت تحتضر بسبب الهجرة الجماعية للطاقم الطبي ، وذلك على خلفية عجز هذا الأخير على مواصلة العمل بالمرفق الصحي الذي يفتقر لأدنى الضروريات على غرار جهاز الراديو وحتى لقاح الأطفال ، فمعاناة السكان لم تتوقف عند هذا الحد لتمتد وتطال الحوامل والمصابين بمختلف الأمراض ، الذين يقطعون يوميا مسافات طويلة لمتابعة حالتهم الصحية ، وهو ما يكلفهم مبالغ مالية إضافية هم في غنى عنها ، فقاعة العلاج الصغيرة أضحت تعيش بين مطرقة الإهمال الذي طالها عن آخرها حتى جدرانها لم تسلم من ذلك وسندان عدم دعمها بمختلف اللوازم الضرورية ، حيث أكد المواطنون أنهم تلقوا عدة وعود من طرف السلطات المحلية لكنها بقيت سوى وعود ولم تترجم إلى أفعال على أرض الواقع ، لتبقى معاناة سكان قرية الشط مستمرة .