يعيش سكان القرية الواقعة بمحاذاة حي واد الريحان ببلدية خميس مليانة ولاية عين الدفلى، ظروفا كارثية ومعيشية صعبة للغاية نتيجة غياب أدنى ضروريات العيش الكريم ومتطلبات الحياة الطبيعي، كالمياه الصالحة للشرب وغاز المدينة، وغيرها من النقائص التي باتت هاجس المواطنين. هي جملة منالمشاكل التي أثقلت كاهل هؤلاء، ونغصت عليهم راحتهم وحياتهم ، حيث تغيب عنهم أهم ضروريات الحياة من الغاز الطبيعي الذي يعتبر من الأولويات نتيجة الظروف المناخية التي تعرفها المنطقة فالبرودة شديدة في فصل الشتاء كونها تقع بمنطقة مرتفعة، ونظرا لغياب هده المادة الحيوية أصبح المواطنون يستخدمون وسائل بدائية تقليدية في سبيل التدفئة كإشعال النيران بجلب الحطب، كما تعاني العائلات من التنقل شتاء إلى نقاط بيع قارورات غاز البوتان، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة، وأحيانا كثيرة يصطدمون بعدم توفرها، أضف إلى ذلك إنفاق مبالغ كبيرة نتيجة ارتفاع وغلاء أسعارها لاسيما أن السكان يستعملون أكثر من واحدة بسبب تعدد استعمالها في الطبخ والتدفئة. وأكثر ما يؤرق السكان بالإضافة إلى ما ذكرناه، اهتراء الطرقات وغياب الأرصفة، حيث يستحيل المرور بين أرجاء القرية في فصل الشتاء بسبب الانتشار الهائل للأوحال التي تغرق الطرقات، أو بمجرد سقوط أولى قطرات الأمطار ويعود ذلك إلى غياب التزفيت، إذ أن جميع الطرقات غير معبدة، فيما لا تتوفر الأرصفة، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة التنقل من وإلى القرية. وأكثر المتضررين من هذه الوضعية، تلاميذ المدارس الذين يتجرعون المرارة بسبب صعوبة تنقلهم خاصة أيام الشتاء، وهم بهذا مجبرون على استخدام أحذية بلاستيكية (البوط) لتسهيل تنقلهم في أرجاء القرية. كما يشتكي سكان القرية من انقطاع المياه الصالحة للشرب حيث تغيب هذه الأخيرة عن منازلهم خاصة في فصل الصيف وغيابها يدوم لعدة أسابيع إن لم نقل أشهر، ما يجعل قاطني الحي يلجؤون إلى الطرق البدائية من خلال ملئ الدلاء وكذا شراء صهاريج الماء -حسب تصريح السكان - الذين يتخبطون في هذا المشكل رغم انقضاء فصل الصيف لكن بدرجة أقل، حيث صارت تصلهم في أوقات محددة من خلالها يتمكنون من قضاء بعض أشغالهم، لكن إلى متى هذه المعاناة، ولأن الماء هو الحياة فإن بانعدامه تنعدم الحياة. إلى كل هذا، القرية لا تتوفر على قاعة علاج أو أي مرفق صحي عمومي رغم العدد الكبير للسكان القاطنين بها، والشريحة الأكثر تضررا هم المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة الذين لا قدرة لهم على التنقل إلى وسط المدينة للعلاج أو حتى لاقتناء الدواء من الصيدليات، ناهيك عن الحالات الاستعجالية والتي تتطلب السرعة في التنقل وهو الأمر المستحيل. من هنا، يرفع سكان القرية نداءَهم للسلطات المحلية والولائية، لتزويد هذه القرية بالمرافق الضرورية التي من شأنها أن تنهي معاناتهم وعلى رأسها المطالبة بالشروع في إنشاء مركز صحي يلبي احتياجاتهم، والمطالبة أيضا بحل ولو جزء من جملة المشاكل العالقة التي أضحت تؤرق مواطنوا هذه المنطقة التي باتت في عزلة بسبب انعدام أبسط شروط الحياة.