أجمع خبراء على أن الإمكانيات التي تزخر بها الجزائر في المجال النباتي تشكل مصدر ثروة لا تقدر بثمن سواء من حيث التنوع البيولوجي الذي تتميز به أو فرص التنمية المستدامة التي يمكن توفيرها للأجيال القادمة على المدى القصير والمتوسط. إلا أن هذه الثروة الثمينة مهددة بالاندثار بسبب عدة عوامل كالتلوث البيئي وتدهور وتراجع المساحات الغابية والتصحر، فضلا عن الاستغلال العشوائي وغير المنظم لهذه النباتات المستعملة في صناعة الأدوية أوالعطور أو مواد التجميل. وأوضح رئيس الغرفة الوطنية الفلاحة السيد لعجال بونوة على هامش افتتاح الصالون الثالث للنباتات العطرية والطبية والنباتات المستعملة في صناعة العطور الذي تحتضنه الغرفة أن هذا المجال غير منظم بالجزائر وغير معروف عكس دول الجوار التي استثمرت فيه وحققت نتائج إيجابية، علما أن إمكانيات هذه الأخيرة أقل بكثير مقارنة بما تزخر به الجزائر. من جهتها، أكدت السيدة عزي ممثلة عن مديرية شرطة الغابات أن مديرية الغابات بصدد إعداد إستراتيجية تهدف إلى تنظيم مجال استغلال النباتات الطبية والعطرية وجعلها في خدمة الاقتصاد الوطني من خلال تنظيم، استغلال وتسيير الثروة النباتية بشكل مستدام. كما تعكف المديرية على تحضير مخطط تسيير والإطار القانوني للاستغلال، يهدف إلى تأمين الموارد الطبيعية النباتية الجزائرية حتى على الصعيد الدولي. ممثلة المعهد الوطني للبحث في مجال الغابات، أكدت أن طريق الاستغلال للنبات الطبي في الجزائري يجري بشكل عشوائي فهو غير منظم ولا مدروس الأمر الذي يعرض هذه الثروة إلى الإتلاف والاندثار، مستعرضة من جهة أخرى بعض النباتات الطبية والعطرية التي تزخر بها الجزائر بنوعية جيدة منها إكليل الجبل والتين الهندي التي يمكن أن تصدر منها كميات هائلة إلى الخارج، بالإضافة إلى استعراض بعض التجارب الناجحة منها تجربة إنتاج الزعفران بخنشلة والتي أعطت نتائج جيدة ومشجعة. مدير برنامج الحوكمة البيئية والتنوع البيولوجي الذي يدخل في إطار التعاون الجزائري الألماني السيد رولف دييتمار لم يخف انبهاره بالموارد التي تزخر بها الجزائر وبالآفاق الواعدة التي تمثله في مجال الموارد النباتية الطبية والعطرية، ملحا على ضرورة وضع إستراتيجية لاستغلال هذه الثروة قصد تلبية الاحتياجات السوق الدولية في هذا المجال على أن تعتمد هذه الإستراتيجية على الشفافية والمصداقية وتتبع مسار المنتج مع اشتراط شهادة المطابقة تسمح لها بولوج السوق الأوروبية. كما دعا إلى ضرورة توفير مخابر مطابقة ذات مصداقية، مجددا بالمناسبة تأكيده على التنوع البيولوجي للجزائر. وذكر رولف الحظيرة الوطنية للقالة التي يشملها برنامج التعاون الجزائري الألماني والتي أكد أنها لا بد من حمايتها والمحافظة على ثرواتها الهائلة.