يرى الدكتور فواز الرطروط، خبير ومستشار بالمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي، من الأردن، بأن "أهم ما يحتاج إليه الوالدين في تكوين الأسرة، معرفة الاحتياجات النمائية لأفراد العائلة، لاسيما إذا كان بعضهم في مرحلة الطفولة المبكرة والمراهقة"، ومن هنا يقول المتحدث: "تظهر أهمية إقرار برنامج التوعية الوالدية على شكل دليل تدريبي يعمل على زيادة المعرفة ورفع الوعي لدى الآباء والأمهات والمكلفين برعاية الأطفال من يوم إلى 8 سنوات". أكد الدكتور فواز بمناسبة تنشيطه مؤخرا، بالجزائر محاضرة حول برامج الرعاية الوالدية في الوطن العربي، على أهمية توفير هذا الدليل في مؤسساتها الاجتماعية بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية بقطاع الطفولة، ويضرب في هذا الإطار بعض الأمثلة عن الدول العربية التي عملت بهذا البرنامج، ومنها الأردن التي بدأت العمل ببرنامج التوعية الوالدية منذ عام 1996 ولا يزال مستمرا إلى اليوم، يستهدف الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية الأبوية ممن تجاوزت أعمارهم الثامنة عشرة من كلا الجنسين (الذكور والإناث). حول كيفية تنفيذ البرنامج، كشف الدكتور فواز عن أن تنفيذ البرنامج يختلف حسب الدولة التي تبنت العمل به، فمثلا في الأردن يتم التنفيذ بطريقة بسيطة من خلال جلسات توعوية بشكل مباشر مع الفئة المستهدفة، يجري فيها استخدام مختلف الوسائل التوضيحية للأنشطة والممارسات، كما تصاغ الرسائل بلغة بسيطة وواضحة، بحيث يستطيع الحضور استيعابها من خلال عقد نشاطات التعلم النشط والتمارين على مدار خمسة أيام غير متتالية، وبواقع زمني يقدر بنحو 18 ساعة تعليمية تدريبية توعوية، يفسح المجال فيها للفئة المستهدفة بتطبيق الرسائل على أطفالهم من خلال إعطائهم مساحات زمنية متباعدة بين اللقاء والآخر. بينما يسمى البرنامج في البحرين التي تعتبر هي الأخرى من الدول التي اعتمدت البرنامج ب«برنامج التوعية الوالدية"، حسبما أكده الخبير، يعمل على نشر الوعي في المجتمع المحلي بأهمية رعاية الأطفال، يستهدف الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية الأبوية، حيث ينفذ البرنامج من خلال دورات توعوية بشكل مباشر مع الفئة المستهدفة، من خلال الاتصال الوجاهي، ويستخدم فيها مختلف الوسائل التوضيحية للأنشطة والممارسات وتصاغ الرسائل بلغة بسيطة وواضحة يستطيع جميع الحضور استيعابها. في المقابل، تعمل المؤسسة على تقديم الدعم والإرشاد الأسري من خلال توعية وتثقيف الأسرة بمواضيع الدليل، وتقديم الاستفسارات من خلال الهاتف في بعض الحالات، كل ذلك يعمل في إطار تنفيذ البرامج الخطط المختلفة ضمن لقاءات أسبوعية تناقش فيها موضوعات الدليل وقضاياه المتعددة. في السعودية، يستهدف برنامج الرعاية الأولية الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية الأبوية المتزوجين، حيث تنفذ الجلسات التوعوية على مدار ثلاثة أيام بواقع ساعتان في اليوم بشكل مباشر مع الفئة المستهدفة، يستخدم فيها مختلف الوسائل التوضيحية للأنشطة والممارسات، حيث يحاول البرنامج من خلال مواضيعه أن يبين وجود تسلسلات متوقعة عالمية للنمو والتطور، تحدث عند الأطفال في كل نواحي التطور الجسدية، والاجتماعية، العاطفية والمعرفية، فيتناول الطفل ومرحلة تطوره والرضع وكذا الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وفي سن التمدرس. إلى جانب كل من سوريا ولبنان والمغرب التي عملت هي الأخرى على تنفيذ برنامج التوعية الوالدية، أما في بقية الدول العربية الأخرى فلا يوجد فيها دليل تدريبي خاص بالطفولة المبكرة ولا بالمراهقين. وحول أهمية وجود دليل تدريبي، عدد الدكتور فواز جملة من الدروس والعبر المستفادة من برامج الوالدية في الوطن العربي ومنها: تعزيز حقوق الطفل والتركز على خصائصهم النمائية واقترح في آخر المحاضرة، بالنظر إلى أهمية برنامج الرعاية الوالدية، ضرورة تعميم التجربة في باقي الدول العربية والسعي إلى إقرار برنامج آخر موجه للمراهقين، يعد مغيبا في الوطن العربي. ❊ رشيدة بلال