أكد البروفسور مسعود زيتوني، رئيس المخطط الوطني لمكافحة داء السرطان، أن الإصابة بسرطان الثدي أصبحت من المشاكل الكبرى التي تواجه الصحة العمومية بالجزائر بسبب الارتفاع المقلق لحالات الإصابة بهذا الداء القاتل سنويا، حيث سُجل خلال السنة الفارطة 50 ألف حالة جديدة لمختلف السرطانات، 30 بالمائة منها سرطان الثدي ببلادنا، مؤكّدا على ضرورة الكشف المبكر، الذي يبقى السبيل الأمثل لتراجع الداء. أشاد البروفيسور بتطور التكفل بهذا المرض في الجزائر، لاسيما من خلال الاعتماد على استراتيجيات متطورة في مجال الوقاية والكشف المبكر عن سرطان الثدي، إلى جانب التحكم في مناهج علاج حديثة مبنية على العلاج الإشعاعي وطرق متقدمة من الجانب الجراحي. من جهته، أرجع البروفيسور بلقاسم شافي رئيس مصلحة التوليد وأمراض النساء بالمؤسسة الاستشفائية "أول نوفمبر" بوهران، سبب ارتفاع عدد المصابات بسرطان الثدي بالجزائر سنويا التي فاقت 12 ألف حالة جديدة، حسب إحصائيات الوزارة الوصية، إلى عامل التدخين، الذي بات أهم عوامل الخطر، مع إقبال الجزائرية على التدخين خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن مادة النيكوتين الذي تحتويها السيجارة تحفّز هرمون البرولاكتين الذي من شأنه أن يسبب سرطان الثدي، زيادة على تناول حبوب منع الحمل التي تؤخذ بطرق غير منتظمة، لاسيما من قبل العزبوات، زيادة على البدانة وعدم الحركة الذي بات يطبع يوميات المرأة الجزائرية، يضاف إلى ذلك العامل الوراثي والجينات وعدم الكشف المبكر عن المرض، الذي يساهم بنسبة 90 بالمائة في العلاج والعودة إلى الحياة عن طريق الفحص الذاتي أو عن طريق أشعة الماموغرافي بداية من سن الأربعين، ومن سن الثلاثين بالنسبة للواتي لديهن مصابات بالداء في وسطهن العائلي، مثل الجدة أو الأم أو الأخت. وقد جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي الجزائري الفرنسي حول سرطان الثدي والتكفل متعدد التخصصات الذي انطلق أول أمس بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر، وتواصلت فعالياته يومين، وعرف مشاركة نحو 300 مختص في أمراض النساء والتخدير والجراحة والطب والأشعة والطب العام من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب مختصين من فرنسا وتونس، والذي يُعتبر فرصة لتبادل الخبرات حول الطرق الحديثة للتكفل الأمثل بالداء، وفق المنظمين. ❊خ. نافع