يعتبر سرطان الثدي أحد أكثر السرطانات انتشارا في الجزائر وعبر مختلف دول العالم، ويتمثل هذا السرطان في تكاثر عدد من خلايا الثدي بشكل غير طبيعي، وهي الخلايا التي تنقسم بدورها وبسرعة أكبر من الخلايا السليمة. كما يمكنها أن تبدأ في الانتشار في جميع أنحاء نسيج الثدي، ومنه إلى داخل الغدد الليمفاوية وأعضاء أخرى من الجسم. وعن الداء، تشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل 1.38 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا عبر مختلف دول العالم. أما عن الوضع في الجزائر، فأكد لنا البروفيسور محسن بوبنيدر، رئيس مصلحة أمراض الثدي بمركز بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة، أنه يتم سنويا تسجيل قرابة 12 ألف حالة جديدة لسرطان الثدي الذي تتفاعل عدة عوامل في ظهوره، مثل الوراثة والجينات، وحبوب منع الحمل التي تؤخذ بطرق عشوائية، خاصة مع إقبال كثير من الفتيات غير المتزوجات على تعاطيها، زيادة على البدانة وعدم الحركة التي باتت تطبع يوميات المرأة الجزائرية. يضاف إلى ذلك عامل التدخين، الذي أوضح بوبنيدر أنه بات أحد أهم عوامل الخطر مع إقبال الجزائرية على التدخين خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن عنصر النيكوتين الذي تحويه السيجارة يحفّز هرمون البرولاكتين الذي يضع ثديي المرأة تحت ضغط من شأنه أن يسبب لها سرطان الثدي، ليضيف محدثنا قائلا: إن تواصل اتساع رقعة العوامل التي أشرنا إليها سابقا، سوف يساهم لا محالة في زيادة حالات سرطان الثدي بالجزائر، مشيرا إلى أن توقعات الوضع الصحي تشير إلى ترقب حدوث ارتفاع في عدد الحالات الجديدة لسرطان الثدي المسجلة سنويا، والتي من المنتظر أن تبلغ 15 ألف حالة جديدة في غضون عام 2020. ويبقى أن نشير إلى أنه رغم الجهود المكثفة في علاج سرطان الثدي، إلا أنه لم يتم لحد الآن فهم آلية المرض بالتحديد، ما جعل منظمة الصحة العالمية تؤكد على أنه إضافة إلى التركيز على الوقاية من المرض، يجب أيضا التركيز على توعية الناس بطرق الكشف المبكر عن هذا السرطان القاتل، ليبقى التصوير الإشعاعي للثدي "ماموغرافيا" الوسيلة التي يعتمد عليها لكشف الإصابة بالداء من عدمها، وهو الذي يتم بتقنيات خاصة بالأشعة السينية تمنح صورا تفصيلية، حيث يجرى لأغراض وقائية باعتباره فحصاً صحيا، ينصح به عادة عند النساء اللواتي تجاوزن 40 سنة، أو في عمر أقل عند المرأة التي تشعر بتغيير ما في الثديين.