كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، أن ملف استرجاع شهداء المقاومة دخل مرحلته التقنية بعد أن تقدمت الجزائر بطلب رسمي إلى الحكومة الفرنسية لاسترجاع هذه الجماجم ودفنها في أرض الجزائر. وأوضح وزير المجاهدين في تصريح أدلى به على هامش حفل تقديم جائزة أول نوفمبر 1954 لعام 2017 في طبعتها ال22 بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بالعاصمة، أن اللجنة المعنية بهذا الملف تعكف حاليا على دراسة الجانب التقني المحض لاسترجاع هذه الجماجم و«دفنها في الأرض التي دافعوا عنها». ولم يكشف الوزير عن العدد النهائي لهذه الجماجم، حيث اكتفى بالقول إن «العدد موجود لدينا لكن نعمل على التحقق منه مع الطرف الفرنسي بالاستعانة بأخصائيين ومختصين جزائريين». وأشرف زيتوني، إلى جانب وزيري الاتصال جمال كعوان والشؤون الدينية محمد عيسى، وبحضور والي العاصمة عبد القادر زوخ، على حفل تسليم جائزة أول نوفمبر التي يشرف عليها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1951، الكائن مقره بالأبيار، مشيرا إلى أن هذه الجائزة تندرج في إطار التوصيات والتعليمات القيمة التي أسداها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، «تشجيعا ودعما لعملية البحث والإبداع العلمي والفكري في تاريخينا وحضارتنا المجيدة». وعرفت المسابقة في طبعتها ال22 مشاركة 136 عملا إبداعيا وفكريا يهتم بالذاكرة والتاريخ موزعا على 7 مجالات تخص البحث العلمي والشريط الوثائقي والمسرحية والشعر والرواية والقصة. وهي الأعمال التي اعتبرها الوزير إسهاما ثمينا في سن وترسيخ المبادرات التي من شأنها خدمة الذاكرة الوطنية والتاريخ الجزائري، مضيفا في نفس الصدد بأن هذه الأعمال التي تساهم أيضا في تكوين الناشئة سيسمح نشرها واستغلالها ببث المعارف والإبداعات الفكرية التاريخية في جميع الفضاءات. وتبلغ قيمة الجائزة التي توج بها 700 فائز منذ تاريخ استحداثها في عام 1996، مليون دينار يتقاسمه الفائزون في مختلف المجالات، وهي القيمة التي اقترح رئيس اللجنة العلمية المكلفة بدراسة وتقييم الأعمال المشاركة لمين بشيشي، رفعها باعتبارها لا تتناسب حسبه مع شعار أول نوفمبر العظيم. وقال بشيشي، في هذا الصدد إن «جائزة أول نوفمبر يحق لها أن تحظى بما هو أفضل»، مشددا على ضرورة تحفيز الناشئة على الاهتمام بالتاريخ وتشجيع التعريف به بكل الأساليب والطرق العلمية والفكرية. وفي حين تم حجب المكافأة بالنسبة للأعمال التي شاركت في مجال القصة والرواية كونها لم ترق حسب لجنة التحكيم إلى المستوى المطلوب، تقاسم 7 فائزين الجائزة في الفئات الأخرى، حيث توج كل من الطاهر جبلي وسعاد شبوط بالمرتبة الأولى في مجال البحث التاريخي لتقديمهما عملا مشتركا تحت عنوان «شهادات حية ومواقف بطولية للمجاهد بلحسن بالي»، بينما عادت المرتبة الثانية إلى سبيحي عائشة عن عمل بعنوان «صلاحيات المحافظ السياسي وأعماله في الثورة التحريرية 1956 – 1962». وفاز عبد القادر حليس بالمرتبة الثالثة عن عمله «التنظيم الإداري والعسكري الناحية الثانية بالمنطقة الثالثة الولاية السادسة 1956- 1962». أما في مجال السمعي البصري أي الشريط الوثائقي، فقد عادت الجائزة الأولى لرياض بن مهدي عن عمله «الفدائي عبد الحفيظ شروك... شهيد لم يمت»، فيما تحفّظت اللجنة عن الجائزة الثانية والثالثة. وبالنسبة لمجال الشعر منحت الجائزة الأولى لمحمد الصالح بن يغلة، عن عمله «هذي الجزائر»، في حين فاز بالمرتبة الأولى في مجال المسرح عمر محمد بكير، عن عمله الذي حمل عنوان «نزيف تحت الراية».