خصصت الدولة حوالي 116 مليار دج لمحو آثار الفيضانات التي مست 19 ولاية عبر الوطن حسب ما أعلن عنه أمس الأحد وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس. وأشار السيد ولد عباس عقب الزيارة التفقدية التي قادته إلى المناطق المنكوبة بغرداية إلى أن "ولاية غرداية استفادت بمفردها بأكثر من 50 مليار دج لإزالة آثار الكارثة الطبيعية التي ضربت المنطقة في الأول من شهر أكتوبر الماضي". وأكد الوزير في هذا اللقاء الذي حضرته السلطات المحلية والمنتخبين المحليين والمجتمع المدني والسيد بوبكر خالدي الأمين العام بوزارة التربية الوطنية أن "الحياة بمنطقة غرداية عادت إلى مجراها الطبيعي بفضل الجهود التي بذلتها السلطات العمومية" مضيفا أن "الهبة التضامنية التي أبداها الشعب الجزائري مكنت من إعادة الأمل إلى المنكوبين بالجهة". وأوضح وزير التضامن الوطني أن "هذه الزيارة تندرج في إطار تقييم العمليات التي قادتها السلطات العمومية تنفيذا لتوصيات رئيس الجمهورية بخصوص التكفل بالسكان المتضررين من الفيضانات التي عرفتها غرداية في مطلع أكتوبر الماضي". وبعد التذكير بالعمليات التي تمت من طرف دائرته الوزارية أشار الوزير إلى أن "نحو 10.000 منصب شغل و644 قرض مصغر تم تخصيصه لفائدة شباب ولاية غرداية". ومن جهته ذكر الأمين العام بوزارة التربية الوطنية أن 200 قسم أي ما يمثل 14 مدرسة و5 متوسطات وثانوية واحدة هي حاليا قيد الانجاز بالمواقع التي من المقرر أن تستقبل العائلات المنكوبة. وخلال تفقده لمواقع انجاز الشاليهات بوادي نشو بوهراوة أوضح الوزير أن "وتيرة الانجاز التي تتم من طرف مختلف المؤسسات الموكلة إليها هذه المهمة تسمح بإعادة إسكان المنكوبين قبل 15 ديسمبر القادم". وللإشارة فإنه تم لحد الآن تركيب حوالي 1800 وحدة من الشاليهات المجهزة بالمكيفات الهوائية ومدافئ الحمامات وموصلة بمختلف شبكات الكهرباء والتطهير والمياه الصالحة للشرب وذلك على مستوى 12 موقعا من المواقع التي من المقرر أن تستقبل السكان الذين تضررت بيوتهم سواء بشكل كلي أو جزئي. وتتوزع هذه المواقع على خمسة مواقع بوادي نشو لفائدة 1550 عائلة وموقعان ببوهراوة ل450 عائلة وموقع واحد بمتليلي ل100 عائلة إضافة إلى موقع آخر ببريان لصالح 150 عائلة وموقع بالقرارة ل100 عائلة وموقع ببلدية العطف "الحمراية" ل150 عائلة وموقع لفائدة 150 عائلة بالضاية بن ضحوة. للإشارة فإن الوزير ختم زيارته إلى منطقة غرداية بالإشراف على توزيع 20 حافلة لاستخدامها في النقل المدرسي على مستوى البلديات التسع المنكوبة. للتذكير فإنه وعلاوة على ولاية غرداية فإن 18 ولاية تعرضت لموجة من الفيضانات التي اجتاحتها وبنسب متفاوتة ومن بينها ولايتي البيض وبشار. ومن جهة أخرى أعلنت وكالة التنمية الاجتماعية أمس أنها أجرت نحو 4000 فحص نفساني بغرداية وبشار على إثر الفيضانات التي أصابت هاتين الولايتين. وصرح مدير الوكالة السيد جمال الدين بن سنان خلال لقاء تقييمي للتدخلات التي أعقبت الفيضانات أن "67 خلية جوارية تابعة للوكالة أجرت حوالي 4000 فحص نفساني وذلك في إطار التدخلات النفسانية لفائدة ضحايا الفيضانات الأخيرة بغرداية وبشار". وتضم هذه الخلايا مختصين في علوم الاجتماع والنفس ومساعدين اجتماعيين وأطباء. وأشار السيد بن سنان إلى إجراء أكثر من "6000 تحقيق لدى 1200 عائلة لغرض تحديد حاجياتها فيما يخص التكفل النفساني الاجتماعي". وأوضح مدير وكالة التنمية الاجتماعية أن الهيئة التي يشرف عليها قد خصصت في إطار التدخلات التي أعقبت الفيضانات التي ألمت بالمنطقة غلافا ماليا بقيمة 500 مليون دينار وهو المبلغ الذي يمثل -كما قال "10 بالمائة من إجمالي المبالغ التي رصدتها القطاعات والهيئات الأخرى". كما أعلن السيد بن سنان أنه سيتم تنظيم دورة تكوينية حول آليات التكفل بالصدمات في مرحلة ما بعد الاستعجالية من 26 نوفمبر إلى غاية 2 ديسمبر بالمركز المتخصص بتكوين موظفي قطاع التضامن الوطني بالجزائر. (وأج)