كشف وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس أمس أن الحكومة بصدد إعداد مخطط عمل لمواجهة الكوارث الطبيعية والوقاية منها مثل الفيضانات التي مست مؤخرا 19ولاية وخلفت 103 قتلى 43 منهم في ولاية غرداية التي عرفت كارثة حقيقية في الفاتح أكتوبر الماضي. وأوضح ولد عباس في ندوة صحفية عقدها بمقر الوزارة حول تسيير مختلف الكوارث الطبيعية الأخيرة أن الوقاية من الكوارث الطبيعية ستصاحبها أيضا تحذيرات لكل من يمنح رخصة للبناء الفوضوي الذي أصبح يهدد عددا من القاطنين على ضفاف الوديان على غرار وادي الحميز وحيدرة. من جهة أخرى أكد المتحدث أن الدولة خصصت 116.7مليار دينار للتكفل بالمتضررين من الفيضانات الأخيرة التي مست 19 ولاية عبر الوطن، منها 50.1 مليار دينار لولاية غرداية التي مستها الفيضانات وخلفت بها 43 قتيلا تم تعويض عائلاتهم بمبلغ 700 ألف دينار عن كل ضحية "في انتظار استفادتهم من سكنات أوسكنات جاهزة (شاليهات) قبل نهاية ديسمبر المقبل". وفي هذا السياق ذكر أن 691 سكنا متوفرا حاليا من بين خمسة آلاف سكن اجتماعي وريفي سيتم توزيعها بالتوازي مع 1825 شالي جاهز إلى حد الآن من بين 2725 شالي ستوزع كلها قبل نهاية ديسمبر على المتضررين بغرداية خاصة الذين فقدوا سكناتهم أو صنفت في درجة الخطر بعد عملية المراقبة التقنية التي خضعت لها 29972 بناية من بينها 29212 سكن التي صنفت 2370 سكنا منها في خانة "أحمر"، 1862 برتقالي"، "3797 برتقالي3" و 8932 صنف في درجة"أخضر2". وفي هذا الإطار أكد المتحدث أن الوصاية باشرت تحقيقا اجتماعيا لمعرفة المتضررين الحقيقيين من الكارثة ومستحقي السكنات والشاليهات التي ستوزع قريبا وذلك لقطع الطريق أمام الانتهازيين والمستفيدين غير الشرعيين الذين يظهرون في مثل هذه الظروف على غرار ما حدث في زلزال بومرداس مشيرا إلى أن بعض الولاة يبالغون في طلباتهم الخاصة بالسكن وأن الوصاية لا تترك الفرصة لمثل هذه التجاوزات. وحسب ولد عباس فإن 3417 سكنا صنف في خانة الأحمر في 19 ولاية التي مستها الفيضانات منها غرداية، عين الدفلى، تلمسان، تيارت، النعامة والبيض التي سجلت بها خسائر كبيرة في قطاع الفلاحة حيث تقوم الوزارة المعنية بإحصاء الفلاحين المتضررين من أجل تعويضهم. وعرج المسؤول الأول عن قطاع التضامن على مختلف الإجراءات التي اتخذت من طرف السلطات منذ فيضانات غرداية حيث تم عقد تسع اجتماعات مشتركة بين 19 قطاعا معنيا بالإضافة إلى تجنيد 375 إطارا من وزارة الداخلية و264 إطارا من وزارة التضامن الأمر الذي سمح يضيف الوزير بإعادة تهيئة المناطق المتضررة والتكفل بالمنكوبين مباشرة وتوزيع 5689 طنا من المواد الغذائية على المنكوبين. ولم يفوت المتحدث الفرصة دون التذكير بالتعليمات الصارمة التي أعطاها رئيس الجمهورية مباشرة بعد حدوث الكارثة للتكفل بالمنكوبين وإعادة المياه إلى مجاريها خاصة أن الكارثة تزامنت مع عيد الفطر المبارك، كما تنقل العديد من المسؤولين إلى عين المكان للاطلاع عن كثب على عملية التكفل بغرداية وكذا بالنسبة للولايات الأخرى مثل البيض التي تضرر بها 1418 سكنا، النعامة 1909سكنا وتلمسان 599سكنا.